الجهل المركب – مقتدى الصدر انموذجا
الجهل المركب – مقتدى الصدر انموذجا
تفرز حالات التغيير تيارات وشخصيات شاذة تنمو وتنشط في فترة مضطربة هي الفترة الانتقالية او الفاصل بين مرحلة واخرى جديدة , وتلك التيارات سرعان ما تتوارى وتختفي حيث تقدم قطار التطور والسير نحو الافضل , لكن هناك اوضاع تفرض داخليا وخارجيا تؤجل من اختفاء تلك القوى المنحرفة مما يؤدي الى ازدياد قوة وأنتشار هذه الأنحرافات ولعل الوضع الاجتماعي و الثقافي المتخلف يعتبر من اقوى العوامل المنشطة لهذه القوى ، علما ان المنظومة القيمة لمجتمعنا تشوهت بفعل عوامل وايادي علنية وخفية كثيرة اضافة الى بعض المفاهيم الخاطئة من الأساس .
ليست الغاية من الديمقراطية حرية الاختيار فقط ، بل يجب ان يكون الخيار دقيقا وعندها فقط سنجني ثمارها ، ودقة الخيار لن تأتي بضربة حظ او صدفة بل تحتاج الى وعي حقيقي ناتج من ثقافة المجتمع وظروف طبيعية يعيشها هذا المجتمع ، والا فأنها ستساهم بالتخلف ووضع العصي بعجلة التطور السياسي والامني والخدمي ، أن هكذا وضع سيفرغ الديمقراطية من مضمونها ومحتواها وتصبح مجرد وسيلة او الية روتينية تعطي صفة شرعية حتى لمن لا يؤمن بها ولعل الديمقراطية تخدم مصالح هؤلاء أكثر من متبنيها في ظل الظروف والعقبات التي أشرنا لها ، ما فائدة حرية الخيار والاختيار أن كان فاشلا او حتى ان قدم الصالح على الاصلح ، هذه العملية تكون شبيهة بقصة ذلك التمثال الصيني المنحوت من الطين والذي اكتشف بعد مرور ٢٠٠٠ سنة على ان الطين غطاء للتمثال الاصلي المنحوت من الذهب الخالص ، هكذا حالها تفرز طينا وتتجاهل ما بها من ذهب .
يقول فرويد (المجتمع مرآة الأنسان فكما ينظر اليه الناس يرى نفسه ) ، وينظر (الجهلة) الى مقتدى الصدر على أنه قائد اغر لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . (الجهلة:كلمة يصف بها مقتدى الصدر اتباعه) .
الجهل المركب – مقتدى الصدر انموذجا
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=12119