الحلبوسي تعبان ــ خالد العبيدي ومحمد تميم يتقدمان!
الحلبوسي تعبان ــ خالد العبيدي ومحمد تميم يتقدمان!
بدأ سباق، يسخن حيناً، ويبرد يوماً، بين النائبين خالد العبيدي ومحمد تميم، للفوز برئاسة مجلس النواب في دورته الجديدة القادمة، في حال جرت الانتخابات في موعدها الحكومي المقرر، العاشر من تشرين الاول المقبل، ويبذل الاثنان جهوداً استثنائية، ومحاولات استقطاب حثيثة، يلعب فيها المال والاعلام، دوراً واضحاً، وسط نوم محمد الحلبوسي في عسل الأنوار، والسهر مع السُمّار، حتى بات مرتخي الركبتين، وناعس العينين، في عز النهار.
واذا كانت سيرة خالد العبيدي، وزير دفاع العبادي، تشير الى انه سقط من الوزارة، بتحريض من نوري المالكي، الذي حرمّه (المصلاوي)، كما كان يسميه، من عقود الوزارة وعمولاتها، ودفع ببغائه حنان الفتلاوي، وشجع (دلالته) عالية نصيف، على الكيد له، والايقاع به، الا ان خروج العبيدي من الدفاع، منحه خيطاً من المصداقية، في تعاطيه مع الكتل الفاسدة، والنواب الملوثين، وكان عيبه، أنه فتح أكثر من جبهة اشتباك، وخاض أكثر من معركة، في آن واحد، برغم أنه مهندس طيران، يفترض أن يكون دقيقاً ومنظماً، وضابط ركن يكاد يكون معدوداً، في الجيش السابق، ومع ذلك (تكوم) في نهاية المواجهة، وكان أسعد المستبشرين باقالته، سليم الجبوري، رئيس البرلمان وقتئذ، لان العبيدي، سد بوجهه صفقة دسمة عمولتها 25 مليون دولار، وقد تمكن المجاهد الترف، وربيب رشيد العزاوي المنحرف، أن يحصل عليها، بعد أن ودع العبيدي الوزارة، مخنوق العبرات، ومتكسر الحسرات.
والمفارقة ان العبيدي والجبوري الآن، في تحالف انتخابي واحد (عزم)، العبيدي عن أعظمية بغداد، وله فيها أنصار وأقارب، بينما الجبوري، مرشح عن المقدادية، وليس له فيها، مؤيد أو صديق، باستثناء شيعة هادي العامري، الذين ساموا السنة العرب في ديالى، العذاب والتنكيل والتهجير، في وقت كان سليم الجبوري، السني للـ(الكشر)، والاسلامي المتبحر، يعتلي منصة احتفال لمليشيا بدر الغادرة، ويلقي كلمة موتورة، قال فيها : ان منظمة بدر، حركة تحرر وطني رائدة في العراق والمنطقة، وأن رئيسها العامري، مجاهد اسلامي من طراز فريد، لا مثيل له في العالم، حتى أن (أبو حسن) وكان يرعى احتفال مليشياته القذرة، راح يهز رأسه، يمنة ويسرة، من الفرح والمسرّة، يُشبه غوريلا هرمة، رُميت اليها موزة عفنة، وقد سمعنا مؤخراً، أخباراً سارة، تفيد أن طيبين وأخياراً، في ديالى العز والمفخرة، وزعوا مقطعاً فيديوياً لكلمة الخزي هذه، بكثافة وكثرة، لتذكير أهلنا بها، برغم ملاحقات المليشيات الولائية الايرانية، التي لا تريد المس بـ(صاحبها) الكريه مثلها.
أما محمد تميم، وزير التربية الأسبق، وقد صار صاحب أموال بالمليارات، وأطيان وشركات، من فساد أبنية المدارس الجاهزة، وطبع الكتب الدراسية البائسة، بالتعاون مع حوت (التربية) مثنى السامرائي، أيام فتوته الصاعدة في الغش والاحتيال، وجني أطنان الأموال، الا أن بخل ابن تميم زاد وارتفع، حتى عن تمويل حملته الدعائية امتنع، واتجه الى محمد الحلبوسي وعليه وقع، والاخير شاب نزق وعبثي، عنده (الأخضر) بالملايين، جاءت بالكدح وعرق الجبين، ويبحث عن مزيد من الموالين، ولا يدري لحد الساعة، أن حليفه الجديد، تلميذ صالح المطلك السابق، يضحك عليه، كمحترف من أصحاب السوابق، ويشتغل لمصلحته وهو في قمة التألق، وقد شوهد قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع، في عاصمة عربية، يشتري ويبيع، ويتعهد لشركائه القدامى والجدد، بالمتع المقبلة والمدد، والعقود الآتية بلا عدد، وكأن رئاسة البرلمان أصبحت بـ(الجيب)، والشغل (مو عيب)، والحلبوسي يسمع ولا يصدق، برغم أنه قلق، ونبضات قلبه تدّق.
واذا وضعنا، خالد العبيدي ومحمد تميم ومحمد الحلبوسي، وهم أبرز المتنافسين على رئاسة مجلس النواب، لحد الآن، في صف واحد، ونجري لهم تقييماً أو تقويماً، والاخيرة أصح لغوياً، فان النتيجة ستكون، ان الحلبوسي، أكثرهم جوعاً، وأردأهم طباعاً، وقبل أيام، استقبل عدداً من ناشطي الرصافة، من سكان أحياء الفضل وشارع الكفاح وباب المعظم، ودعاهم الى التصويت لمرشحي كتلته، وعندما سأله أحدهم: وماذا ستقدم قائمتك لنا؟، ردّ عليه بعبارة مبتذلة، وخرج القوم ساخطين، ويقال والعهدة على بعض من حضر اللقاء، أن ظافر العاني وحيدر الملا، وكانا حاضرين مع ابن ريكان، حاولا تخفيف الاحتقان، وترطيب الأجواء، ولكنهما أخفقا، واذا كنا نتفهم أصطفاف الملا مع الحلبوسي، بعد انقراض جبهة الحوار المطلكية، وكان قيادياً فيها، وناطقاً باسمها، فاننا نعجب من التصاق العاني بتحالف (تقدم)، ورفقته لرئيسه في زياراته المناطقية، والدعاية له، وكنا نحسبه على (عزم)، بصفته صديق حميم وقديم، لزعيمه الشيخ خميس الخنجر، ولكن يبدو أن معلوماتنا قديمة، ولم نواكب المستجدات، ولم نلاحق المتغيرات، وصار زمان، لم يجمعنا لقاء أو حديث مع الدكتور ظافر، لنعرف منه آخر التطورات.
أما محمد تميم، فهو أكذبهم قولاً، وأخبثهم فعلاً، وأعمقهم (تقيةً)، ويعمل حالياً بهمة ونشاط، على ترويج نظريته الجديدة، وشعارها: (الافتراق عن الحلبوسي عقب الانتخابات) بعد أن استنزفه أموالاَ ومكافآت، للدعاية والصور والحفلات، (لوتي)!.
وفي ما يخص، خالد العبيدي، فانه يبدو (أوزن) الاثنين، ولكنه يفتقر الى الحيوية في الأداء، ويعتمد على (المساعدات) الصديقة، بشغف واسترخاء، دون أن يكلف نفسه تعباً وعناء، وسبق له أن ضيع مشيته، قبل ثلاث سنوات، عندما تحالف مع (الغافي) حيدر العبادي، وأقنع نفسه بان مقتدى وعمار معه، ولما نزل الى الميدان، وصاح هل من مبارز الآن؟، طلع اليه الحلبوسي وهزمه في أول جولة وباتقان، بعد أن حصل على البركة والضمان، من المحروقين في الدنيا قبل الآخرة، الجنرال قاسم سليماني، والايراني ابن الايراني، أبو مهدي كرماني، في حين تبرع (الورّاق) أحمد الجبوري (أبو مازن)، من حر ماله، وحلال رزقه، ووزع على النواب الصدقات، شدّات تتبعها تحويلات، علناً وأمام غابة من الكاميرات.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=10441