المغرب ينضم لدول عربية وافقت على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني
وكالات
المغرب ينضم لدول عربية وافقت على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني
اتفق الكيان الصهيوني والمغرب يوم الخميس على تطبيع العلاقات في اتفاق تم بمساعدة الولايات المتحدة، ليصبح المغرب رابع دولة عربية تنحي جانبا العداء مع إسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وينضم المغرب بذلك للإمارات والبحرين والسودان في بدء إبرام اتفاقات مع الكيان الصهيوني في مساع مدفوعة جزئيا بجهود تقودها الولايات المتحدة في الوطن العربي.
وفي إطار هذا الاتفاق وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية في تغيير لسياسة أمريكية متبعة منذ عقود. وتشهد الصحراء الغربية نزاعا منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو وهي حركة انفصالية تسعى لإقامة دولة مستقلة في الإقليم وتحظى بدعم الجزائر.
وسيواجه الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي سيتسلم السلطة في 20 يناير كانون الثاني معضلة اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيقبل الاتفاق الذي أبرمته بلاده بشأن الصحراء الغربية والذي لم تقدم عليه أي دولة غربية أخرى.
وعلى الرغم من أن بايدن سيدير على الأرجح دفة السياسة الخارجية الأمريكية بعيدا عن الطريق الذي انتهجه ترامب تحت شعار “أمريكا أولا”، لكنه أشار إلى أنه سيواصل دعم ما وصفه ترامب باتفاقات إبراهام بين إسرائيل ودول عربية ومسلمة.
وقال البيت الأبيض إن ترامب توصل للاتفاق في مكالمة هاتفية يوم الخميس مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وكتب ترامب في تغريدة “انفراجة تاريخية أخرى اليوم! الدولتان العظيمتان الصديقتان لنا إسرائيل والمملكة المغربية اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. انفراجة ضخمة للسلام في الشرق الأوسط!”
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي أن الملك محمد السادس قال لترامب إن بلاده تعتزم تسهيل تسيير رحلات مباشرة للسائحين الإسرائيليين من المغرب وإليه.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان “سيكون هذا سلاما دافئا جدا. لم ير نور السلام، في يوم عيد الأنوار، سطوعا بمثل هذا البريق قبل اليوم في الشرق الأوسط” في إشارة لعيد الأنوار اليهودي الذي بدأ ليلة اليوم الخميس.
وانتقد الفلسطينيون اتفاقات التطبيع، وقالوا إن تلك الدول العربية وجهت ضربة لقضية السلام من خلال التخلي عن مطلب قائم منذ فترة طويلة بأن تتخلى إسرائيل عن الأراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية قبل أن تحظى بالاعتراف.
ورحبت كل من مصر والإمارات بقرار المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وكانت مصر وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979.
وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن القرار “خطوة سيادية تساهم في تعزيز سعينا المشترك نحو الاستقرار والازدهار والسلام العادل والدائم في المنطقة”.
وقد يكون الاتفاق مع المغرب من آخر الاتفاقات التي يبرمها فريق ترامب بقيادة المستشار البارز للبيت الأبيض جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي أفي بيركوفيتش قبل تسليم السلطة للإدارة المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب بايدن.
وقال كوشنر للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن من المحتوم أن تبرم السعودية في النهاية اتفاقا مماثلا مع إسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي إن السعوديين سينتظرون على الأرجح لحين تولي بايدن السلطة قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة مشيرا إلى أنه حتى بعد تولي بايدن السلطة ستظهر معارضة داخلية قوية قد تعرقل اتخاذ قرار في المستقبل القريب.
* علاقات دبلوماسية كاملة
بموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة ويستأنف الاتصالات الرسمية مع دولة الإحتلال الإسرائيلي.
وقال كوشنر لرويترز “سيقوم الطرفان بإعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب على الفور بنية فتح سفارتين. سيعزز الطرفان التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية”.
كانت موافقة ترامب عل تغيير سياسة بلاده تجاه الصحراء الغربية المحرك الرئيسي للحصول على موافقة المغرب على التطبيع وتعتبر تغيرا كبيرا عن موقفها الذي كان محايدا في الأغلب.
وفي الرباط، قال الديوان الملكي المغربي إن واشنطن تعتزم فتح قنصلية في الصحراء الغربية في إطار الاتفاق.
وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة “ليس خيارا واقعيا لحل الصراع وأن الحكم الذاتي الفعلي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق”.
وأضاف البيان “نحث الطرفين على بدء مناقشات دون تأخير استنادا إلى خطة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب باعتبارها إطار العمل الوحيد للتفاوض على حل مقبول من الطرفين”.
وساندت واشنطن في 1991 اتفاقا لوقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو دعا إلى إجراء استفتاء لحل الأزمة. وانسحبت البوليساريو من الاتفاق الشهر الماضي بعد تطورات واسعة النطاق وأعلنت العودة للكفاح المسلح.
وقال ممثل لجبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية إن الجبهة “تأسف بشدة” لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على المنطقة مضيفا أن القرار الأمريكي “غريب لكنه ليس مفاجئا”.
وتابع ممثل الجبهة في أوروبا “هذا (القرار) لن يغير قيد أنملة من حقيقة الصراع ومن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير”. ومضى يقول إن البوليساريو ستواصل الكفاح.
وحاول فريق ترامب إقناع السعودية بتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل انطلاقا من أن توقيع السعودية سيدفع دولا عربية أخرى لتحذو حذوها لكن السعوديين أبدوا عدم استعدادهم للخطوة.
وهناك احتمال بتحقيق انفراجة على صعيد آخر في الشرق الأوسط، إذ سافر كوشنر وفريقه الأسبوع الماضي للسعودية وقطر سعيا لإنهاء خلاف مستمر منذ ثلاث سنوات تقريبا بين الدوحة ودول في مجلس التعاون الخليجي.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=3687