الوفاء النادر!!
الوفاء النادر!!
الوفاء: الإخلاص والإعتراف بالجميل
سلوك الوفاء ربما غريب في مجتمعاتنا، لأنه يمثل ضعفا، فالقوة في الإفتراس، والسلوك الفاعل فينا ملخصه: “إذا لم تكن ذئبا ذؤوبا…بالت عليك الثعالب”!!
قرأت مقالا للأستاذ (زيد الحلي) حول المرحوم الدكتور حسين سرمك حسن جاء فيه: “…ومع غيابه الأبدي، برزت في أفقنا الثقافي، ظاهرة عدم “الوفاء” عند الكثير من مَدّ إليهم المبدع سرمك يد العون، وساهم في شهرتهم من خلال التبشير بكتاباتهم، بل زاد في ذلك، بإصدار مؤلفات فككت تلك الكتابات وجعلتها في مصاف الإبداع عن قناعة ذاتية بضرورة تشجيع الكاتب العراقي….”.
وأشتركُ مع الأستاذ (زيد الحلي) بملاحظة هذه الظاهرة، المتكررة في مجتمعاتنا.
الوفاء “هي تلك الصفة التي يتمتع بها أهل الذوق السليم والطبع الكريم”
وفي القرآن آيات تشير للوفاء:
“وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا”
وفي الحديث:
“إن خير عباد الله الموفون المُطيبون”
ومن الشعر:
“ذهب الوفاء فما أحسُ وفاءً
وأرى الحفاظ تكلفا ورياءً”
السلوك الفاعل في مجتمعنا ينطبق عليه: ” إتق شرَّ من أحسنتَ إليه”!!
قإذا لم يأتكَ شرٌ ممن أحسنتَ إليه فأنت بخير ومن الفائزين.
يصعب تفسير ظاهرة عدم الوفاء، وجذورها تربوية وبيئة وإجتماعية متوارثة.
هل هي سمة بشرية؟
والجواب أنها موجودة في مجتمعات الدنيا بنسب متفاوته.
وعندما نأتي إلى النخب والتفاعل الثقافي، تبرز بوضوح إذ يتسيّد التنمر وتضخم الأنا، وتفتح زهور النرجسية في أعماق الذين يحسبون عدم الوفاء “شطارة”!!
وأستاذنا المرحوم كتبَ عمّا كتبوه كتبا وما أشاروا إليه بكلمة إلا قلة نادرة منهم!!
وتلكَ من عجائبِ قومٍ غافلين!!
Source : https://iraqaloroba.com/?p=4923