خالتي أم ايهاب لا تحزني!
خالتي أم ايهاب لا تحزني!
انها عنوان رسالة، تحمل تحية وامتنان، من ناشط مدني، ربما بعمر ايهاب الوزني، أقل أو أكبر، لا أدري، قرأتها وهي مفعمة بالحب والتقدير، الى أم ايهاب، التي بوقفتها الشامخة، وطلعتها الشجاعة، أرجفت أوصال القتلة، وصدعّت رؤوس من يقف معهم وخلفهم، وضربت مثالاً رائعاً، لصبر الأمهات، في مواجهة الأحزان والملمات، وأشاعت مجداً تليداً، للمرأة العراقية، التي لا تعرف الانكسار أو التراجع، وتمضي في طريقها الحق، غير هيابة ولا خوافة، وهي تحمل في عينيها وملامح وجهها ونبرات صوتها، صورة فلذة كبدها، وأنيس روحها.
أم ايهاب .. سيدة رائعة في كبريائها، وجليلة في مقامها، ولاحظوا أنفها، وعزة نفسها، هي لا تريد تعويضاً، ولا تبغي مغنماً، لانها تعرف مسبقاً، أن الدم لا تعادله المليارات، ولا تُعيده الديّات، وهي امرأة عالية الجناب، من رآها وهي تخاطب المبعوثة الأممية، يلحظ أنها، صاحبة وجدان، وقوية الجنان، وكم كانت عظيمة عندما قالت: ان كل الذي تتمناه، محاكمة قاتل ايهاب، وكانت كبيرة ولم تلوث لسانها باسمه، لان مثلها، لا ينزل الى مستوى، قاسم مصلح، ليس هلعاً منه، وهو الجبان، وانما تُدرك، أن الكبار، في القيمة والمنزلة والأخلاق، يأنفون من ذكر أسماء الصغار، المشوهين الذين يحملون نفوساً موتورة، وقلوباً مسعورة.
وبالتأكيد فان مئات الرسائل، وربما الالاف، وجهت الى أم ايهاب، بذات المعنى، تؤازرها وتشد من عزمها، وتبارك لها استشهاد ايهاب الذي كان مثلها، رافع الرأس يمشي ملكاً، تاجه الفخر، وبسمته ضياء، وأحسب أن الجبناء الذين أجهزوا عليه، يرتجفون جزعاً، وهم يرون أم ايهاب وهي تحمل صورته، وتتباهي بها، راية خفاقة، لن تنتكس أبداً.
وبالتأكيد، فان القضاة الذين برأوا القاتل قاسم مصلح، لعدم كفاية الأدلة، والأدلة أمام أعينهم، صفحات وملفات وتسجيلات، سيمضون بقية حياتهم، في ذل فعلتهم، ودناءة جورهم، ولن يشفع لهم، خوفهم من أصحاب الأوامر الخسيسة، لان القاضي الذي يخشى الله، ويحترم نفسه ويحرص على سمعته، يُطبق القانون، بلا تردد، واذا وجد انه غير قادر، فليس أمامه، غير أن يعتزل، أو يتقاعد، أو يمارس وظيفة أو حرفة، تحفظ شرفه، وتمنع انزلاقه، لان أعظم الذنوب عند الباري سبحانه، تبرأة مجرم، وتضييع حق بريء، فهل يعون ذلك، قضاة فايق زيدان؟
Source : https://iraqaloroba.com/?p=9750