صدام حسين المجيد رمز إنساني في الصين وفي كل العالم الحر
نُعيد النشر لإستذكار الخالد فينا صدام حسين(رحمه الله)
صدام حسين المجيد رمز إنساني في الصين وفي كل العالم الحر
بدءاً … فقد استوقفني مشهد مدهش ومثير ومؤثر جداً خاصة في بلد كالصين الشيوعية ذات الأكثرية البوذية فقد تسمرت قدماي على ناصية أحد شوارع مدينة كوانزو الصينيه وأمام رسام بارع يرسم بالقلم الرصاص وبالأسود أيضاً لوحات جميلة وبأوضاع عديدة للشهيد القائد صدام حسين ويعرضها للبيع فتوقفت وطلبت من الفتاة الصينية التي كانت ترافقنا أن تسأل الرسام هل هو مسلم ؟ .. فضحكت وقالت بلغة إنجليزية مطعمة بلكنة صينية : ( أنا أعرف أنه ليس مسلماً فكثير أمثاله يمتهنون مهنة الرسم في الشوارع الصينية ويرسمون صوراً للقادة والمشاهير ويبيعونها للمارة أو يرسمون صورهم مقترنة بصورة صدام حسين بلوحة واحدة وجميلة وجذابة ولوحات صدام حسين هي الأكثر رواجاً وقبوﻻً لدى الكثير من الصينيين والأجانب على السواء ومنهم مواطني شرق آسيا والأفارقة ، بل وحتى الكثير من الأوروبيون السواح والتجار ، بل وتُرسم صورهم إلى جانب صور هؤﻻء المشاهير بنفس اللوحة ، وكما ترى هناك شابة صينية تحتضن طفلها وتجلس على كرسي أمام الرسام ليرسم صورتهما إلى جانب صورة صدام حسين ، وبإمكانك أن تطلب من الرسام أن يعمل معك نفس العمل أو أن تطلب منه أخذ صورة لك بهاتفه ثم يقوم هو برسمها مرة أُخرى إلى جانب صدام حسين ونعود إليه ﻻحقاً أخذ اللوحة ) .
وفعلا طلبت من الرسام ذلك على أن أعود أخذ اللوحة يوم الغد .. فأصر الرسام على أن يريني عشرات اللوحات من ذاكرة هاتفه والتي رسمها لزبائنه من مختلف الجنسيات وقد تزينت صورهم بالاقتران بصورة الشهيد ، رحمه الله .
الموقف بالنسبة لي كعربي وبعثي كان مؤثراً فعلاً وتساءلت ، لماذا هؤﻻء البشر الذين ﻻ تربطنا بهم أية أواصر قومية وﻻ دينية يحبون الشهيد المجيد أبو عدي ويفتخرون برسم صورهم مقترنة بصوره وليست مقترنة بصور زعمائهم الأفارقة مثلاً وهم كثيرون ؟ ، ومنهم مناضلون كثر ، ولماذا أصرت تلك المرأة الصينية على أن تظهر صورة طفلها معها مقترنة بصورة الشهيد ، رحمه الله ، في لوحة مشتركة ، أما كان لها أن تطلب من الرسام رسم صورتيهما مع زعيم الصين ” ماو تسي تونك ” مثلاً ، أو غيره من زعماء الصين ؟ .
لماذا صدام ؟ .. لكن الفتاة المرافقة لنا لم تمنحني فرصة أكبر للتفكير فسألتني قائلة ، أنت تحب صدام ؟؟ ، وهل لمثلي أيتها الفتاة إﻻ أن يعشق صدام ، نعم أُحبه وبجنون ، فاخبرتني بأنها قد رافقت الكثير من التجار اأتراك والأفارقة والعرب المصريين والمغاربة وكثير من بنغلاديش وغيرها وعقدوا صفقات لتجهيز وشراء ملابس شبابية رجالية ونسائية وللاطفال مرسوم عليها صور صدام حسين مكتوب أسفلها بعدة لغات عبارات تمجيد للشهيد ، رحمه الله ، وكثير من الأقلام والميداليات والمزهريات وساعات جدارية والساعات اليدوية أيضاً تم تجهيزها لكثير من التجار الأجانب الوافدين إلى الصين لشراء المنتجات الصينية بل أن أحد التجار الأفارقة استورد كميات كبيرة من الدفاتر المدرسية المتنوعة الأحجام وقد تم طباعة صوراً متنوعة لصدام حسين على أغلفتها وعبارات تمجيد واحترام كبيرة أسفل تلك الصور ، فانبهرت كثيراً من كلامها وزاد في انبهاري أن قالت أن كثيراً من الصينيين أيضاً يعتبرون صدام حسين رمزاً للشجاعة والمقاومة ضد أمريكا وبريطانيا والمحتلين ويقارنون تضحياته ونضاله بتضحيات زعماء الصين ونضالهم ضد اﻻستعمار الياباني للصين ، وهناك كتب كثيرة أُلّفت في صدام حسين باللغة الصينية تحكي عن شجاعته وتضحياته ، ولم يقطع حديثنا إﻻ النزول إلى نفق الميترو الذي يجوب مدينة كوانزو البالغ عدد سكانها نحو ثلاثين مليوناً في عدة دقائق .
واليوم ، وأنا أستعيد تلك الذكريات الجميلة في الصين وخاصة في هذه اأيام ونحن نستعد مع رفاقنا وشرفاء العرب والعالم لإحياء الذكرى الثانية عشرة ﻻغتيال القائد المجيد الشهيد ، أبو عدي ، أﻻ يحق لي أن أكتب عنه وبكل فخر واعتزاز ؟ ، أليس واجب علينا ونحن العرب ونحن البعثيون ونحن المناضلون والمثقفون ونحن الأطباء والمهندسون والأكاديميون الذين تعلموا على أيدي علماء وأكاديميي صدام حسين وفي جامعات العراق العظيم التي بنتها وأسستها ثورة البعث وقادته وعلى رأسهم الشهيد ، رحمه الله ؟ ، ونحن الذين حري بهم أن يتناولوا قصة الشهادة الخالدة لهذا القائد العظيم الذي اعتبرته الإنسانية رمزاً من رموز النضال والتحرر والمقاومة والشجاعة والنبل والعطاء ، أليس حرياً بكل صاحب قلم حر أن يكتب عن صدام حسين الذي اقترنت صورته بصورة تلك المراة الصينية وطفلها ؟ ، لتعلق تلك اللوحة على جدار غرفة طفلها الصغير فيكبر وتكبر معه مبادئه وقيمه الوطنية وليتعلم من تلك اللوحة الشجاعه والفداء والتضحية ، وليتعلم من صدام حسين قيم الرجولة التي افتقدها مع الأسف كثير من أبناء الأمة العربية ، أليس حري بنا أن نكون صداميون وإلى الأبد ، ورجاله وإلى الأبد ، وبعثيون وإلى الأبد ، وإنسانيون وإلى الأبد ؟ .
حدث ذلك معي قبل حوالي ثلاثة أعوام وقد زرت عدة مدن صينية وتكرر ذلك المشهد المؤثر كثيراً ، ولم أكن بحاجة لأن أقول للفتاة الصينية ، إلا شكراً لمصداقيتك العميقة وشكراً لمشاعر الصينين وشكراً لأحرار العالم .
الشهداء أكرم منا جميعاً ، وصدام حسين هو أكرم الشهداء .
رحم الله الشهيد المجيد وغفر له ولرفاقه ولأبنائه ولكل شهداء البعث والعراق والأمة العربية .
Source : https://iraqaloroba.com/?p=4448