عبدالله الخربيط ــ هُزم أم انهزم!
عبدالله الخربيط ــ هُزم أم انهزم!
خشيت انسانياً، على النائب السابق عن الانبار، عبدالله الخربيط، من ان يُقدم على عمل متهور يؤذي به نفسه، ويُحزن ناخبيه الـ(131) نفراً، الذين تجشموا عناء المشي وتعب المسير، إلى مراكز التصويت وانتخبوه، برغم أنني لا أعرفه ولم ألتقه سابقاً، ولكن مسموعاتي عنه، ومتابعاتي لبعض اطلالاته التلفزيونية، أعطت انطباعات عنه، أنه عصبي الطباع، وسريع الهياج، ونرجسي المزاج، ومن يحمل هذه الصفات، لا يتحمل الصدمات، مثل الخسارة الشنيعة في الانتخابات، وحمداً لله فقد عَدّت المسألة على خير، باستثناء كآبة هجمت عليه، ودموع نزلت من عينيه، معتكفاً في منزله، ومعزولاً عن رفاقه، وعدد منهم فرح بهزيمته، وبعضهم شمت به.
ولا أعرف، حقيقة، من يقف وراء شائعة، غدر محمد الحلبوسي بابن الخربيط، التي انتشرت، مؤخراً، واضح أنها ليست من صنع عبدالله، لأنها حافلة بالسخرية منه والتهكم عليه، إلا إذا بلغ به الغضب حداً، من شدة الهزيمة، وما يدور حوله في دواوين لئيمة، من أحاديث بعضها باطل، في باطنه أنفاس تشفٍ به، وأكثرها صحيح تتناول سيرته الملتوية، وتقلباته الموسمية، وأبرزها انتقاله من تحالف (القرار)، وفيه حصد، يومها، أكثر من سبعة الآف صوت بالراحة، إلى جبهة ابن ريكان، وفيه ضُرب (بوري) وحصل بالكاد على 131 صوتاً، مما شكلّ فضيحة له، وصار(سالوفة) بين المضايف يا حرام، مع الاعتذار الى الفنان الكبير حسين نعمة، صاحب أغنية (يا حريمة) الذي تعرض هو الآخر ، الى خديعة حكومية، وليس هزيمة انتخابية، بشأن قطعة أرض خصصها له رئيس الوزراء، تقديراً لما قدمه من عطاء في ميدان الغناء، ولكن محافظة ذي قار، تمنعت، وبلدية الناصرية (غلست).
وكثيرة هي الروايات المتداولة عن سقوط عبدالله الخربيط المروع في الانتخابات الأخيرة، ومنها ما يروجه بعض الناقمين عليه، أن رئيس كتلته (تقدم) محمد الحلبوسي، عمل سراً لإسقاطه، تخلصاً من طلباته الشخصية التي يقال إنها أحرجت رئيس البرلمان المنحل في المرحلة السابقة، وأنتجت حساسيات ضده، من بعض أقاربه الذين حسدوا ابن الخربيط على ما انتفع به وما جناه من عمولات وعقود وصفقات، وقد حاججني صديق دليمي، اكتشفت، مؤخراً، أنه يتعاطف مع الخربيط، وحزين على خسارته لمقعده النيابي، ومما قاله: هل من المعقول أن يحصل عبدالله على 131 صوتاً، في انتخابات العاشر من الشهر الحالي، وهو الذي جمع أكثر من سبعة آلاف صوت، قبل ثلاث سنوات، في انتخابات 2018؟، وعندما قلت له: إن ثلاثين مرشحاً في الأنبار، حصل كل واحد منهم، على أقل من مائة صوت، وهو أفضل منهم، فقد عبر المائة، ردّ غاضباً، وراح يتمتم ساخطاً، أن الحلبوسي تآمر عليه، لمصلحة مرشح آخر من (تقدم)، يدعى أكرم عبد مخلف، فاز بالمرتبة الثانية، بعد المحافظ على فرحان، ومما قاله أيضاَ: إن أكرم كانت حظوظه بالفوز ضئيلة، ورغبة الحلبوسي بفوزه شديدة، لذلك جند له الموظفين، وحشدّ الأنصار والمؤيدين، على حساب عبدالله، واختتم حديثه لائماً، وهو يقول: (مبين ما مصدك).
وسواء كانت الحكاية صحيحة أم هي من وحي الخيال، خصوصاً وقد تعودنا أن أغلب الخاسرين في الانتخابات، يختلقون ذرائع واهية، لتسويغ خساراتهم، والمسألة لا تقتصر على الخربيط وصحبه القليلين، وإنما تشمل حتى الحيتان والجلادين، وانظروا إلى هادي العامري، وقد تحول إلى قرد يتسلق على الأكتاف متوسلاً، يلتصق بخاصرة نوري المالكي تارة، ويستغيث بالخزعلي والكعب الحذائي وولائي وخورائي، تارة أخرى، وجميعهم مضروبون على رؤوسهم، من هول هزيمتهم، بعد أن لفظهم الناخبون، على قلتهم، ولو شارك المقاطعون وصوتوا للمستقلين والتشرينيين، لما حصل تحالف الفتح الإيراني، على مقعد واحد.
ونعود إلى (صاحبنا) عبدالله الخربيط، وبعيداً عن غدر الحلبوسي به، إذا صح ذلك، وشخصيا لا أصدق الرواية، ليس دفاعاً عن الأخير، وإنما أعتقد أن عبدالله (راح زايد) في تملقه لرئيس البرلمان السابق، وأعطى انطباعاً أنه مجرد تابع له، وهذه قضايا (تأكل) في المجتمع الانباري، وتتنافي مع العرف العشائري، حتى هيبة الحلبوسي، وهو ابن عم (محمدنا)، والتسمية للخربيط نفسه، اخترعها وهدد بها، لم ينزل إلى المستوى الذي ظهر به عبدالله، في الخفة الانتهازية، والسيرة النفاقية، خصوصاً وهو ابن بيت محترم وسليل أسرة موقرة.
وعموماً.. كنا نتوقع هزيمة عبدالله الخربيط في الانتخابات، ولكن لم نكن نعتقد أنه سيحصل على 131 صوتاً فقط، حتى أنه لم ينل عُشر أصوات سلمان الجميلي، (صاحب الوزارات الثلاث) في حكومة العبادي، الذي خسر هو الآخر، كما توقعنا مسبقاً.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=11328