عيد المعلم ، الاحتفاء الكبير من المجتمع ينعش الامل
عيد المعلم ، الاحتفاء الكبير من المجتمع ينعش الامل
افرحني و فاجأني الاحتفاء الكبير على وسائل التواصل و الاعلام بيوم المعلم ، و لست هنا لاشارك في التهنئة فانا من الاسرة التعليمية ، و انما لأشكر هذا المجتمع الحي و ماتبقى منه من رجال و نساء و شباب لم يجرفهم التلوث التكنولوجي و لا اثر فيهم التدجين النفسي و لا نجح معهم التجهيل العقلي و التخريب القيمي المنظم المتعمد المستمر .
مارايناه من احتفال و حفاوة طوعية و هذا لاشك فيه – فالمعلم و المدرس و التدريسي الجامعي- لاسلطة لديهم تخيف الناس و لا اموال تخلق مطبلين ، فهذه المحبة و التقدير من الناس بكل اعمارهم و فئاتهم و اينما التفت هي أمر طوعي و ينبيء بعافية مازالت تنتظر هذا المجتمع و امل في العودة الى الحضارة لا يزال يلوح في الافق.
لابد من الوقوف كثيرا و تسجيل هذه الهبّة الاجتماعية الرائعة تجاه المعلمين ، و التي اعادت لهم كثيرا من قيمتهم المسلوبة حيث هم عماد المجتمع ، و ذهبت لجهات اخرى اقل منهم شأنا و دورا او ربما لادور لهم .
و يبدو ان ظرف هذا الفايروس -ابعده الله عن خلقه- قد حفّز في ضمير الناس و ذاكرتهم دور المعلم و قيمته المخفية ، ها هي التكنولوجيا عجزت ان تعوض عنه ، بعد ان عوضت عن كل شيء و كل دور و كل وظيفة ، الا التعليم ، فصار الناس يحنون الى معلميهم بحنانهم وحتى بقساوتهم الابوية .
حتى استذكروا القول الشهير :
اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ
وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً
تَجرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ
وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ
فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ
و رحم الله الامام الشافعي و كل من علمنا حرفا ، و تحية اجلال لهبّة المجتمع للاحتفاء بشمعة المجتمع .
Source : https://iraqaloroba.com/?p=5985