هل ستكون كاميلا هاريس رئيسة أمريكا ؟

عراق العروبة
منشورات منوعة
17 سبتمبر 2021
هل ستكون كاميلا هاريس رئيسة أمريكا ؟

هل ستكون كاميلا هاريس رئيسة أمريكا ؟

عراق العروبة 

د . عبدالرزاق محمد الدليمي

هل ستكون كاميلا هاريس رئيسة أمريكا ؟

لا يختلف اثنان من أن دولة الولايات المتحدة الأمريكية (وليس الإدارات) تعاني منذ عقود تعقيدات في المشهد السياسي بما ينذر حدوث تطورات وتغيرات كبيرة في الفترة القادمة ومنها إبعاد أو وفاة جو بايدن بعدما أنجز المطلوب منه ،وكما أتوقع شخصيا ،أن يتم ذلك وفقا للسيناريو الذي سبق وذكره الرئيس الأمريكي الأسبق جيرارد فورد الابن قبل عشرات السنين(شغل منصب الرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1974 إلى 1977 في أعقاب استقالة ريتشارد نيكسون) حيث أجاب فورد حينها عن سؤال لاحدى الفتيات الصغيرات الامريكيات ، ما نصيحتك لشابة تريد أن تكون رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية وكانت الاجابة بالنص(آمل أن يصبح لدينا في مرحلة ما امرأة شابة ترأس الولايات المتحدة ويمكنني ان اخبرك كيف يمكن أن يحدث ذلك لأنه لن يحدث بالأوضاع الطبيعية ،سيقوم أحد الحزبين الجمهوري او الديمقراطي بترشيح رجل لمنصب الرئيس وامرأة لمنصب نائب الرئيس ثم يفوز الرجل والمراة ليصبح الرئيس رجل ونائبته امرأة وخلال فترة الرئاسة يموت الرئيس وتصبح المرأة وفقا للدستور رئيسة لامريكا وحالما نكسر هذا الحاجز ،من ذلك الحين فصاعدا حري بالرجال أن يحذروا لانهم سيواجهون صعوبة كبيرة في الوصول حتى للترشح للرئاسة مستقبلا .. لكن هكذا أمر سيحدث مستقبلا) ، وكل المؤشرات تفضي الى عدم امكانية بايدن الاستمرار بتولي مهام منصبه في البيت الأبيض حسب تقارير الأطباء والمشرفين على حالته الصحية. وهذا سيؤدي حتما بتغيير وتأجيج الوضع ،فالسيناريو متوقع وربما قريبا ،فالأحداث تتسارع حيث متوقع ان بايدن سيكون خارج كرسي الرئاسة قريبا للأسباب التي ذكرت ،وستتسلم كاميلا هاريس سدة الرئاسة عام واحد وربما ستعم الفوضى في ولايات عديدة لاسيما التي مازالت تصر على ان ترامب هو الفائز بالانتخابات السابقة وهذه الولايات ستطالب بانتخابات مبكرة ، وقد يؤول الأمر الى  انتشار غير مسبوق للجيش والحرس الوطني لبسط الأمن وهنا ستجبر النائبة للرئيس بالإعلان عن انتخابات مبكرة  ، وقد يترافق ذلك مع محاولة أوباما أن يصدر نفسه مرة أخرى وأغلب الظن بأن الحظ لن يحالفه لتفتح البوابة على مصراعيها أما ترامب وحزبه الجمهوري للعودة ومسك زمام الحكم مطلع عام ٢٠٢٣.

جيرارد فورد لاينطق عن الهواء

من يتابع بتفحص وعناية ما تنشره وتبثه وسائل الدعاية والاعلام الامريكي يلاحظ أن هناك تركيز على تحرك ونشاط كاميلا أكثر من الاهتمام بالرئيس جو بايدن، وهذا يعطينا مؤشر ان هناك عملية تهيئة ذهنية للشارع الامريكي اولا والرأي العام الخارجي ثانيا لتقبل عملية التغيير الدراماتيكي في الواجهه السياسية العليا في واشنطن.

لقد أخذت ما قاله جيرارد فورد الابن قبل عقود من الزمن على محمل الجد لعدة أسباب:

اولها ان فورد الابن ينتمي الى واحدة من اهم العوامل المتحكمة ليس بأمريكا بل بالعالم ومايقوله ليس مجرد توقعات أو رأي عابر بل إنه أحد أهم المسؤولين عن المطبخ الذي يعد كل الطبخات الخطيرة التي تحدث في العالم. 

السبب الثاني بحكم اختصاصي اعلم جيدا ان المطبخ الذي ذكرته يستعين دائما بأخطر أدواته وهي مؤسسة هوليوود لتهيئة أذهان العالم داخل وخارج أمريكا لتقبل الأحداث المفصلية ،ولاحظت خلال متابعتي ان هوليوود أنتجت كم كبير من المسلسلات والأفلام التي تتناول سيناريوهات وصول امرأة الى رئاسة أمريكا !!…علما انه سبق لي ان توقعت فوز باراك أوباما رئيسا لأمريكا وقد كتبت مقال نشر بداية عام 2008 أن القادم للبيت الأبيض أسود(اوباما) ليبيض وجه أمريكا الاسود وكنت قد بنيت توقعاتي على ما ركزت عليه مسلسلات وافلام هوليوود لتهيئة أذهان الرأي العام لتقبل هذا التغيير وكان في ذلك تقاطع مع اجابة المرحوم هيكل على سؤال المذيع محمد كريشان من شبكة الجزيرة ليلة الانتخابات (من السابق لاوانه ان يتقبل الامريكان رئيسا اسود!!).

 السبب الثالث هو وجود تقليد أو عرف بين الحزبين، أن الجمهوريين يخوضون الحروب ويشعلون النيران ويأتي الديمقراطيون ليصوبوا الأمور ويطفئون الحرائق…علما انني اتوقع خلال المرحلة القادمة عودة التعدد الحزبي الى الواجهة التنافسية السياسية ولن تعود هناك عملية انفراد للحزبين بل ستكون منافسة بين مجموعة من الأحزاب وقد نشهد ولادة رئيس أمريكي مستقل؟؟!!!!

هل ستكون كاميلا هاريس رئيسة أمريكا ؟

الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي

استاذ الدعاية الإعلامية

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.