هل ينتظر الكاظمي أقدار الخيانة من مملكة الولائيين؟
هل ينتظر الكاظمي أقدار الخيانة من مملكة الولائيين؟
لا نريد أن نحمل الوزر كله للسيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الاخفاقات والسلبيات التي يشهدها العراق الجريح، فهي لا تخصه وحده، بل هي جريمة الذين اختاروه على طريقة (أكل الميتة ولحم الخنزير) بحسب رأيهم. وهو ما يفسر طبيعة الحملة الكبرى التي تقودها جماعة (المقاومة الإسلامية) وبعض القيادات السياسية ورؤساء الكتل والأحزاب سواء كانت شيعية أو سُنية ضد السيد الكاظمي، تلك الحملة التي اعتبرتها تحديدا المقاومة الإسلامية معركة (تكسير عظام)، وجندت لها طاقات وقدرات قنواتهم الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى التابعة لهم. وبالتالي فإنهم يحاولون قدر الإمكان تحطيم الكاظمي سياسيا على ثلاث مستويات (عراقيا وإقليميا ودوليا) على الطريقة التي ترتاح لها إيران.
لقد تصور الكاظمي عبثا أنه قادر على فعل ما تجنبه الأولون، بتحجيم الميليشيات وإنهاء مهزلة السلاح المنفلت، وتقليص السطوة الإيرانية على القرار العراقي، لكنه شُنق هو الآخر بنفس الحبل الذي وضع على رقبة العراقيين من قبل إيران. وهي نتيجة طبيعية لسياسة تكميم الأفواه وقطع الألسنة بل إزهاق الأرواح تسري على كل عراقي يختلف أو يرفض سياسة الجارة (الشريفة) إيران تجاه بلدنا.
لا شك أننا كشعب سئمنا من تصريحات ووعود السيد الكاظمي في محاربة الفساد، وأنه يتعرض لضغوط كبيرة في هذا الموضوع من أهل الشر، ربما هذه العبارة (أهل الشر) لم ولن ينطقها الكاظمي، لكنه لم يستطيع أن يذكر من هي الجهة التي تضغط عليه أو تهدده بالمعنى الصحيح، لأنه رجل مخابرات كتوم وقليل الكلام، لكن الأمر ليس هكذا، فالكاظمي والجميع يعلم وباعتراف قيادات وبرلمانيين بأنه غير مسموح لأي رئيس وزراء أن يتقرب من ملف السفاد، فعلى سبيل المثال لا الحصر تصريحات النائب السابق الشيخ (رحيم الدراجي) على قناة Utv، حيث قال بالنص (هناك قرار سياسي بعدم فتح ملفات الفساد)!
المفارقة أنهم يهاجمون الكاظمي بكلام معسول ومسموم في نفس الوقت، وذلك خشية أن يحكم عليهم جماهيرهم بالإعدام، فما ذنب الشعب إذا كان الكاظمي خياركم، والأحرى أن تبتلعكم الأرض خجلا، لأنكم أنتم أساس الفساد ومن شرع للفساد ومن دعم الفساد ومن يغطي على الفاسدين، وحولتم البلد إلى ضيعة خربانة، فأصبح المواطن العراقي يدفع رشوة من أجل الحصول على وظيفة أو حقوقه المشروعة، فما بالك من يريد إنجاز عمل غير مشروع. وعليه فهل السيد الكاظمي ينتظر قدره المحتوم على يد الفصائل الولائية، أم الزمن وحده كفيل بإسقاطه؟
وبالتالي فهذه هي الخلطة السحرية التي يستخدمها أولي الأمر بالعراق سواء كانوا من أصحاب عمائم السياسة أو ربطات العنق المزركشة في احتقار عقول الشعب العراقي المسكين وسحق مشاعره. وهؤلاء جميعا أما قادة أحزاب أو رؤساء كتل، تلك الأحزاب والكتل التي ماتت وتحللت في قصورها ومنتجعاتها بعد أن استسلمت لقواعد اللعبة السياسية كما رسمتها التجربة الخمينية. وعليه فقد سقط الجميع في بئر سحيق من اللامبالاة والإحساس بالعجز وقلة الحيلة، وبات العراق خارج الاندماج الوطني وغاب مفهوم الأمة العراقية، حتى وصلنا إلى نتيجة مفادها (أن خامنئي وزبانيته من عمائم الدجل والشر في طهران وقم سحبوا الأوكسجين من العراق).
وأخيرا: هذه مأساة القصة وكوميديا الحكاية وتراجيديا الرواية.
*كاتب وباحث سياسي.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=3070