أمَّة الشِعْرِ!!
.
أمَّة الشِعْرِ!!
.
أمّةُ الشِعْرِ وشِعْرُ الأمّةِ
أصْبَحَ الشِعْرُ غَريْبَ الطلعةِ
غابَ بَحْرٌ وعُروضٌ وانْتَفى
ذلك السِفرُ الجَميلُ النَغْمةِ
كلماتٌ في سُطورٍ رُتِّبَتْ
وكذا الشِعْرُ برأيِّ النُخْبَةِ
فتَخابى حاسِراً في بُغْيةٍ
أحْضَروها مِنْ بَعيدِ المِلَةِ
حَسَبوهُ كَكَلامٍ مُبْهَمٍ
وأجادوا بابْتداعِ العُتْمَةِ
أيُّ قولٍ دونَ فِكْرٍ إخْتفى
وتَماهى بِسَرابِ الغَفْلةِ
أيْنَ ألْحانُ بَليْغٍ زاهِرٍ
وقَريْضٌ مِنْ ضِياءِ الفِكْرةِ؟
بعَطاءٍ ما جَليْنا جَوْهراً
وابْتعَدْنا عن فيوضِ القدْرَةِ
كلّ شِعْرٍ مِنْ حَنايا عَجْزِنا
مَحْضُ قولٍ مُسْتعابُ الهَيْأةِ
أجْهَضوا نَضْدا بهيّاً لامعاً
وَأدوهُ بغَريْبِ البُدعةِ
هانَ بَحْرٌ فتداعَتْ أمّةٌ
وترامَتْ بأتونِ الحَيْرةِ
إنَّها عاشَتْ عُلاها كوْكباً
مُستضيئا بسطوعِ الرؤيَةِ
يا بلادَ الضادِ يا صَوْتَ النُهى
شِعْرنا مَجْدٌ عَميدُ القوّةِ
بقَصيدٍ كمْ تَسامَتْ روحُنا
وبهِ نِلنا عَظيمَ الرفعَةِ
دَوَّنَ الأسْفارَ في صَدْرِ العُلى
وتَباهى بشموخِ الهِمَّةِ
جَعلوا النثرَ كشِعْرٍ بَيْنَنا
فأُصِبْنا بمَريرِ العلةِ
وتَرانا مِثلَ مَنكودِ الحَجا
يَتلظى بوَجيعِ الحَسْرةِ
لغة العُربِ أُهِينَتْ واكْتوتْ
بخطيلٍ من شديدِ السَكرةِ
أوْهَمونا أنَّها بنتُ الوَرى
يومَ ناموا بعَميقِ الحُفرةِ
ولنا فيها وجودٌ خالدٌ
ونشيدٌ برياضِ الرَوْعَةِ
يا حِمى أرْضٍ تداعَتْ للعِدى
قولنا الموزونُ صَرْحُ اللغةِ
فتبنّى في رُباها أنْهُراً
تَتباهى بارْتفاع المَوْجَةِ
لغةٌ دامتْ بشعرٍ حُصْنُها
ومَداها بجوار القِمَةِ
حُرُّ شِعْرٍ ضدُّ شِعْرٍ إنّهُ
وكذا عاشَ حَسيرَ الطلعَةِ
أيْنَ أبياتٌ تَنامَتْ وارْتقتْ
وتَعالتْ عنْ دروبِ النَكبةِ؟!!
لا رثاءٌ وبكاءُ حارقٌ
وامْتهانُ لمُرادِ العِزةِ
ذلك الحرُّ رهينٌ واهنٌ
يَتلظى فوقَ نارِ الخَيْبةِ!!
***********************
بقلم الشاعر:
د-صادق السامرائي
22\7\2021
Source : https://iraqaloroba.com/?p=10253