روسيا و اوكرانيا ــ سردية الحرب فمن نصدق؟؟

عراق العروبة
2022-05-23T00:04:34+02:00
مقالات وآراء
23 مايو 2022
روسيا و اوكرانيا ــ سردية الحرب فمن نصدق؟؟
روسيا و اوكرانيا ــ سردية الحرب فمن نصدق؟؟
روسيا و اوكرانيا ــ سردية الحرب فمن نصدق؟؟
كلنا يعلم أن الصراع بين الجارتين اوكرانيا وروسيا كان يجري ويدار اعلامياً قبل أن تبدأ الجيوش بالتحرك و الطائرات والصواريخ بالانطلاق  كانت خلالها ماكنة الإعلام  من محطات فضائية  ومواقع تواصل اجتماعي توجه الرأي العام  للاصطفاف مع رواية او رؤية   الغرب في مواجهة الدب الروسي…وانا هنا لا ابرر الاجتياح الروسي لاوكرانيا فهو اعتداء وجريمةغير مقبولة ولكن  لتبيان كيف يدار العالم من خلال توجيه بوصلة الرأي العام العالمي او ما يسمى ب( العقل الجمعي) لجعل الجماهير تنحاز لهذا الطرف او ذاك
هذه المقدمة مدخل للسؤال ..هناك روايتين لما يجري فمن نصدق؟؟!!
 
الكثير من الارقام والروايات في منطقة ملتهبة وعمليات عسكرية مرعبة  الوصول إليها يبدو محدود جدا  ولا يوجد مراقبين محايدين لينقلوا لنا حقيقة ما يجري …فكم من الأخبار والمعلومات التي تصلنا تم اختلاقها !!؟؟ وكم من الحقائق تم منعها من التداول ؟؟ عديدة هي مصادر الاخبار و محطاتها وشرح وتحليل ما  يجري تداوله..وهو كما يلي: الأول هو أن الاوكران يدافعون عن  أرضهم ببسالة (وهذا صحيح ) ونجاح(؟!) وهنا نسأل اذن كيف وصل الروس إلى مشارف العاصمة كييف خلال اقل من اسبوع فأين النجاح؟؟   والسردية الثانية تتحدث عن تورط الروس وبطئ تقدمهم  بل و إخفاقهم ..و هنا يتشكل توجيه العالم  في  أن ما يقوله الإعلام الروسي مُظلِل ومن يصدقه يريد تقويض اوكرانيا  وسيادتها وحقها في الوجود .. كيف اختلطت الأمور هكذا؟؟ في زمن وسائل التواصل الاجتماعي  هي من تُشَكِل الاراء من خلال ما نأخذه منها دون تصفية وتمحيص ..وهذا ليس بيدنا للأسف .
فالسوشيال ميديا لا تعطينا فرصة التحقق من المعلومة  لأنها تحت سيطرة  الغربيين  فشركات تقنية المعلومات العملاقة مثل كوكل مايكروسوفت  فيسبوك  تويتر و آبل و غيرها ..تلك  الغيلان التي تحكم  عقول العالم وافكارهم ..من خلال دفعنا للاقتناع برواية الغرب لما يجري في اوكرانيا  وتقييد ما يرويه الجانب الروسي للاحداث رغم انه طرفها الرئيسي وهنا الاشكالية… لماذا؟.فلنرى ما فعلته ماكنة السوشيال ميديا الغربيه.. لقد عاقبوا روسيا  رقميا او ما يسمى  ديجيتالي ..فرغم انه لا توجد عقوبات دولية لمنع روسيا من الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي و لا يوجد قانون ينظم ذلك فقط هذه الشركات اختارت أن تكون مع  الغرب بناءا لمصالحها الخاصة..فمثلا كوكل منعت الحكومة الروسية  من الاستفادة من خدماتها على منصات كوكل… آبل ربما ذهبت أبعد  عندما منعت مبيعاتها في روسيا ومنع استخدام منصاتها مثل آبل بلي و حضرت محطات روسيا اليوم وسبوتنك من محركات البحث الخاصة بآبل  لمن هم خارج روسيا…كما حذرت تويتر مشتركيها من الترويج لما يرويه الروس او الجانب المؤيد لهم بانهم يعادون القيم الغربية…!  أفلا يذكركم ذلك بشئ عن المُعاداة؟؟
اما الكارثة الكبرى فأتت من شركة  (ميتا) و هي الشركة الام لفيس بوك
حيث سمحت هي وانستغرام بالترويج للعنف ضد روسيا و رئيسها بوتين(أليس هذا ترويج للعنف وتشجيع للكراهية؟؟؟)  لنرى من ذلك أن هذه الشركات  هي من تقرر متى تسمح بالعنف ومتى  ترفضه!! كل ماتفعله هذه الآلة  ومن يديرها يدفعنا التساؤلات..ماذا لو كانت أمريكا هي المعتدية واجتاحت دولة اخرى هل سيكون رد تلك الشركات الاعلامية بهذا الشكل من المؤكد الجواب سيكون (كلا). فقد اعتدت أمريكا على اكثر من  ٨٠ دولة حول العالم من الدول ال١٩٣  الأعضاء في الأمم المتحدة سواء تدخل مباشر او اجتياح  وهنا أكرر أن ليس هناك ما يبرر لروسيا فعلتها الاجرامية ولكن القصد من ذلك لتبيان النفاق والكيل  بمكيالين من قبل الغرب وشركات تقنية المعلومات ..ولا ابالغ أن قلت بأنني واثق انه ربما فقط واحد في المئة او اقل يعلم  أن كل من مايكروسوفت  وكوكل و فيسبوك  وامازون  قد حققت أرباح تقدر بأكثر من ٤٤ مليار دولار  من حرب أمريكا على الإرهاب وهذا ما اوردته تقارير حقوقية أمريكية  وقد تحققت هذه الأرباح من خلال الحصول على عقود من البنتاغون  و وزارة الأمن الداخلي الامريكي وذلك بتزويد الجيش الامريكي بما يدعم عملياته  العسكرية وتزويد وزارة الداخلية بالمعلومات الرقمية  اللتي تحتاجها  وكل ذلك من خلال الكم الهائل من المعلومات المخزنة اساسا لديهم ومراقبة  الطائرات بدون طيار.
وحتى المعلومات  الحكومية للدول الأخرى إضافة إلى البروباغندا  او الترويج لما يخدم مخططات الجيش وقوى  الأمن والحكومة وغيرها من الإعلانات فمثلا وحسب تلك المنظمات  الحقوقية فقد باعت فيسبوك اعلانات ترويج ضد التطرف ومراقبة للمتطرفين في البلدان الإسلامية بملايين الدولارات كما قامت بالترويج للسردية  الاعلامية الغربية  وهذا جزء يسير من مئات العقود الرئيسية والثانوية التي حصلت عليها هذه  المنصات  وما هو معلن اما ما لم يعلن عنه من مؤسسات اعلامية اخرى فأكثر من ذلك بكثير لا نريد الدخول في تفاصيله ..نحن هنا نتحدث عن المنصات التي يستخدمها الجمهور بشكل يومي ..مثلا فيسبوك اكثر من  ٢.٥ مليار مستخدم يوميا ومثله تويتر وانستغرام ويوتيوب  وامازون وغيرها  فلك أن تتخيل كم المعلومات التي يمكن لهذه المنصات أن تستخدمها بما يخدم مصالحها كي تتلاعب فيها بعقول الناس وتؤثر في توجيه الاحداث والتحكم بالرأي العام حول تصرفات أمريكا  والتحكم بمناقشة أحداث تكون أمريكا طرف فيها…ويصبح الأمر اكثر ضبابية  وغموض اذا عرفنا من يدير هذه المنصات الفكرية ويعطيها كل هذه القدرة للتحكم وتوجيه الرأي العام كيف تشاء..فقد أشارت تقارير حقوقية  أمريكية أن المئات من الموضفين الاامريكيين السابقين  يعملون حاليا في إدارة تلك المنصات
منهم ضباط سابقين في البنتاغون الأمن الوطني وال سي آي اي و الخارجية  مثل جاريد كوهين الذي كان مخطط السياسات في الخارجية الامريكية  والذي يدير شركة لمكافحة الإرهاب في منصات التواصل الاجتماعي انشأتها شركة كوكل وستيف باديلدز الذي كان عميلا للاف بي أي ويعمل حاليا مسؤل أمن المعلومات في شركة امازون  وغيرهم الكثير الذين يديرون هذه المنصات  ويقومون بتصنيف المعلومات بشكل نمطي لتتلائم مع المصالح الامريكية وهم بالطبع على صلة بصناع القرار الحكومي الامريكي ..ما اريد أن اصل اليه في الختام هو إنه من يتحكم بتدفق المعلومات هو من يتحكم بمجريات الاحداث والأخطر….انه يتحكم بعقولنا.
 من مقالات الكاتب - عراق العروبة
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.