ماهي دلالات زيارة بابا الفاتيكان للمرجع الشيعي السيستاني
ماهي دلالات زيارة بابا الفاتيكان للمرجع الشيعي السيستاني
بدأ المشروع الغربي في الشرق الأوسط إبان إنهيار الخلافة العثمانية وأول بوادرها قيام الحرب العالمية الأولىٰ لتفتيت هذه الأمة فنتج عنها إزالة السلطان عبدالحميد الثاني وعزله ومحاولة زرع كيان سرطاني ليبدأ بأكل جسد هذه الأمة وكان ذلك بمباركة البعض من عملائهم الذين ألبسوهم لباس العروبة وأصبحوا محسوبين على هذه الأمة زوراً وبهتاناً وهم ليسوا من العرب أصلاً ونجحوا بشيئ وفشلوا بالآخر نجحوا بتفتيت الأمة الإسلامية لدويلات وكانتونات تابعة لهم وولوا عليها عملائِهم الذين جلبوهم لنا .
وفشلوا بإنشاء هذا الكيان السرطاني فعادوا الكرَّة مرةً ثانية وإفتعلوا الحرب العالمية الثانية التي فرضوا فيها هذا الكيان ونجحوا بزراعته وبعدها تفرغوا لنهب خيرات هذه الأمة ، وعندما شعروا بوجود حركات قومية عربية تهدد كيانهم الهزيل مثل الحركة القومية للملك غازي في العراق والملك محمد الخامس في المغرب والملك طلال بن عبدالله في الأردن وحزب البعث الذي بدأ ينتشر في ربوع الأمة وبدأت الشعوب تجد ضالتها فيه للتخلص من تبعية الإستعمار وعملائهم والحركات القومية العربية الأُخرى المتمثلة بجمال عبد الناصر والحركة الناصرية وبعدها وجود شخصيات قومية عربية مؤثرة في الشارع العربي مثل هواري بو مدين وأحمد حسن البكر وآخرها صدَّام حسين فقاموا بدعم كيان موازي آخر متمثلاً بدولة الفرس حيث قدموا كل الدعم لرجلهم الأول شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي مارسوا من خلاله محاولة السيطرة على العراق كما فعلوا سابقاً بجعل الفرس يسيطرون على أرض الأحواز العربية بعد الحرب العالمية الأولى إلى اليوم.
ولكنهم أدركوا بأن المرحلة مختلفة وتحتاج العزف على وتر جديد يشوهون من خلاله الأمة وبنفس الغطاء ، فجلبوا الصفوية المجوسية وعملوا على إحيائها من جديد بجلب رأس الكفر الخميني وألبسوه ثوب الإسلام الذي فصلوه على مقاسه وهم خياطون بارعون فجعلوه يفتعل حرباً مع العراق ليتجنبوا نهوضه وكسر هذا البلد العظيم بإلهائه بحرب ضروس تنهك كاهله .
وإختاروا عميلهم حافظ أسد الذي إنشق عن كل مبادئ البعث وإتخذ اليسار المخالف طريقاً له وهو كذلك إبنهم البار والمخلص فإستطاع أن يجسد الدور المكمِّل للخميني فوقف بجانبه ليسانده بتدمير الأمة مع العلويون والصفويين وكيف لا وهو اليهودي البهرزي وإبنهم المدلل الذي زرعوه بيننا وبقي البعث اليميني العراقي هو اللبنة الأخيرة التي تعيق مشروعهم ونجحوا مرةً أُخرى بذلك عندما بدأ العراق يتعافىٰ من تبعات هذه الحرب بدأت المكائد فورطوه بحرب الكويت لتكون ذريعة لهم لتدمير العراق بشكل كامل حتى يأمنوا على كيانهم ونجحوا أيضاً بذلك وأتبعوها بإحتلال العراق ليكتمل مشروعهم الإستيطاني الجديد بما يسمى الشرق الأوسط الجديد ونشر الفوضىٰ الخلاقة التي قالوها بلسانهم علناً .
طبعاً هنا الأمة مازالت في سباتها العميق بحكم القادة والعسكر الذين سلطوهم على رقاب الشعوب المقهورة التي لاهم لها سوى لقمة العيش التي يمننون عليهم بها ، وعندما ثارت هذه الشعوب وكسرت كل حواجز الخوف والتبعية وأدركت بعد سباتها مايحيقون لها قاموا من جديد بدعم قسم من هؤلاء الحكام والقسم الذي إستُهلِك تم التخلص منه وفشلوا بذلك لأن وعي الشعوب هذه المرة أكبر من كُل تآمرهم فما كان منهم إلا أن أعادوا الكرَّة مرة أُخرىٰ فسمحوا للكيان الموازي الصفوي بالنهوض من جديد ودعمه بكل الوسائل من تحت الطاولة والتغاضي عن مشروعه النووي الذي على وشك الإكتمال هذا إن لم يكتمل فعلاً ليوجهوهم من جديد ويسلطوهم على رقاب هذه الشعوب ليقمعوها ويبدأ هذا الكيان الصفوي الموازي لكيانهم الهزيل بتدمير الأمة وإحتلال أربعة عواصم عربية وعلى رأسها شام التاريخ وعراق الحضارة ويمن العروبة ومنبع أصولها بمساعدة الخونة عملائهم وكان لهم ذلك ولكنه دون إكتمال لأن الشعوب التي كسرت القيود لم يعد يرهبها شي في الدنيا بعدما أدركت اللعبة وخفاياها .
فما كان منهم اليوم سوى الإستعانة بباباهُم ليرسلوه للمرجع الموازي الصفوي وكأنها رسالة واضحة المعالم لاتخفىٰ على كل فهيم ولبيب بأنها الضوء الأخضر لوقوفهم بجانب كياناتهم التي زرعوها ليستكملوا مشروعهم بالتخلص من هذه الأمة التي يعتبرونها هي العدو الأول والأخير لهم .
كيف لا ومازال ذكر القادسية الأولى قادسية الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاخصةً بين أعينهم وهي التي أذلَّتهم وأذاقتهم مرارة الأفول حين هوت إمبراطورية الصليبيين والفرس معاً على يديه وكلنا نعلم وعلى مر التاريخ لم يجتمع هؤلاء على شيئ بقدر إجتماعهم ووحدتهم على تدمير هذه الأمة ولكن خاب مسعاهم بإذن الله لأن هذه الأمة تنام ولكنها لاتموت وفي بلاد الشام لنا معهم موعد جميعاً والعاقبة للمتقين المؤمنين وليست للخونة والعملاء والكافرين.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=6103
د . حميد العسكرمنذ 4 سنوات
مقال رائع و قد أصاب عين الحقيقة و الواقع