السقوط الاخلاقي يحتفي بجلاد ولص ايراني!

عراق العروبة
2021-03-20T04:26:38+02:00
مقالات وآراء
23 ديسمبر 2020
السقوط الاخلاقي يحتفي بجلاد ولص ايراني!

السقوط الاخلاقي يحتفي بجلاد ولص ايراني!

عراق العروبة

هارون محمد

السقوط الاخلاقي يحتفي بجلاد ولص ايراني!

لو كان عملاء ايران في العراق، شجعاناً، لعلقوا صور، شيخهم قاسم سليماني، وعميدهم أبو مهدي المهندس، على جدران مبنى السفارة الامريكية ببغداد، في تحد لواشنطن، واستخفاف بسفيرها وطاقمها الدبلوماسي، وعساكرها وهم كثر، ومن مختلف الصنوف، وليس داخل صالة مغلقة، في مجلس النواب، احياء للذكرى الأولى لمقتل الاثنين، اللذين حولتهما طائرة مُسيّرة أمريكية، الى رماد فحمي، في مشهد تباهى به ترامب علناً، بلا نفي أو انكار.
ولان قادة الحشد الولائي، أرانب أمام الامريكان، فانهم خافوا أيضاً، أن تحتضن مقارهم وما أكثرها، مهرجانات خطب، في تأبين سليماني والمهندس، خشية استفزاز أمريكا، التي ذكرت التقارير الصحفية والمخابراتية فيها، ان أجهزتها، أدرجت أسماء عدد منهم، ضمن لوائح التصفية، بعد أن تمكنت من تحديد، اقامة وعمل وسكن، أكثر من ستين قيادياً، في الحشد الولائي، وضبط بصمات أصواتهم، تمهيداً لقنص بعضهم، اذا تجاوزوا الخطوط الحمر، واستغلوا مناسبة مرور عام واحد، على قتل الاثنين، في الاقتراب من السفارة، سواء بالتظاهرات الاحتجاجية، أو اطلاق الصواريخ عليها، ويتردد بهذا الصدد، أن جميع القادة الولائيين، أجمعوا على يكون تأبين (قائدي النصر) المحروقين، في مبنى البرلمان، على اعتبار أنه يضم (ممثلي) الشعب، كما نُقل عن النائب المليشياوي أحمد الأسدي، الذي اقترح أيضاً، تقديم موعد الاحتفال، وكان مقرراً له في الثالث من الشهر المقبل، ويصادف اليوم السنوي لاحتراقهما، وبعض النواب الخبثاء، قالوا أن الاسدي، أراد بهذا الاقتراح، اتاحة الفرصة لنفسه، في التوجه الى استراليا، لمشاركة عائلته المقيمة هناك، منذ عشرين سنة، احتفالات رأس السنة الميلادية، التي يحرص على الاحتفاء بها، وربما الرقص في أجوائها، ما دام بعيداً، عن العيون، في الجزيرة القارة.
والجزع من الامريكان، هو الذي دفع أيضاً، قادة (المقاومة)، الى ألغاء فكرة، اقامة مهرجان خطابي في الهواء الطلق، بشارع مطار بغداد، وتحديداً في المكان الذي احترق فيه، سليماني والمهندس، واتفاقهم على مبنى مجلس النواب، لأنه محمي ورسمي، ومن شاهد لقطات الاحتفال، لا بد ولاحظ الحزن المفتعل، على وجوه المشاركين، وكأنهم جاءوا (سخرة)، حتى بدت صور القتيلين، الموزعة في القاعة، أكثر من عدد الحضور.
السقوط الاخلاقي يحتفي بجلاد ولص ايراني!
وواضح أيضاً، أن الكلمات التي ألقيت في الاحتفال، كانت مقتضبة، وتجنبت ذكر اسم الجنرال الايراني سليماني، وأشارت الى أبو مهدي المهندس، على اعتبار أنه (عراقي)، برغم أن أغلب الحاضرين، يعرفون أنه عجمي ابن عجمي، ولا يمت بصلة اصول أو انتماء الى العراق، فهو من اسرة ايرانية كانت تقطن مدينة كرمان، وفدت الى العراق، في منتصف الأربعينات، من القرن الماضي، واستوطنت في أول مجيئها، قضاء ابو الخصيب، وحظيت بعطف سكانه، وغالبيتهم، كما هو معروف، تاريخياً واجتماعياً، من السنة العرب، الذين أعانوها، كعادتهم في مساعدة الغرباء والمقطوعين، قبل ان ينتقل رب الاسرة، جعفري ابراهيمي، الى البصرة، ويفتح دكانة في سوق الهنود بالعشار، لبيع المفروشات الايرانية، وتنتعش أحواله، ويكتسب الجنسية العراقية، مع أفراد عائلته ومن ضمنهم جمال، الذي نهل من الخير العراقي، أكلاً وشرباً ودراسة وتخرجاً ووظيفة ورواتباً، قبل أن ينقلب على البلد الذي آواه وأطعمه وعلمه ورقاه، ويهرب الى الكويت، بعد اكتشاف ضلوعه في مخطط، لتفجير مجمع الحديد والصلب بالبصرة، الذي كان يشتغل فيه بصفة (معاون مهندس)، والوثائق محفوظة في جهاز أمن الدولة الكويتي، الذي لاحق الشبكات التجسسية الايرانية، التي حاول أعضاؤها، وعلى رأسهم جمال ابراهيمي، اغتيال أمير الكويت الأسبق الشيخ جابر الاحمد، وكم أنت مسكين ياعراق، مثل السمك، مأكول ومذموم، من قبل أصحاب العرق الدساس.
وتبقى ملاحظة، لا بد من الاشارة لها، وتتعلق بكلمة محمد الحلبوسي، وفيها من (اللواكة) الشيء الفلاني، وأغرب ما فيها، انه أشاد بوقفات جمال جعفري ابراهيمي، الملقب بـ(أبو مهدي المهندس)، ومواقفه التي أسماها وطنية، سواء (حينما كان عضواً في مجلس النواب)، أو في مواجهة داعش، وبالنسبة لعضوية ابو مهدي (الشفوية) في البرلمان، فاننا نُحيله الى محاضر مجلس النواب في دورته الأولى (2006 ـ 2010)، وكان العجمي ابن العجمي، نائباً فيها، عن الحلة، الطاريء عليها، ونتحداه، ان وجد له حضوراً، أو مشاركة، أو مداخلة، خلال أربع سنوات، فقط كان يتسلم رواتب ومخصصات وسيارات، نهاية كل شهر، وأسألوا محمود المشهداني رئيس البرلمان في حينه، ان كان قد شاهده، أو تقابل معه، وبعد كل هذا وذاك، ينبري السفهاء، ويصفون جلاد السنة العرب، ومفكك مصفى بيجي، أكبر مصفى للنفط في الشرق الاوسط، ونقل معداته العملاقة الى ايران، ومختلس 230 مليون دولار، من رواتب حشد العتبات، واسألوا قائده، ميثم الزيدي، بانه من رجال العراق، وحماة سيادته، انه زمن السقوط الاخلاقي قبل السياسي.
 من مقالات الكاتب - عراق العروبة
Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.