المرجعيات الدينية طائفية ومُفرقّة حتى لو أنكرت!
المرجعيات الدينية طائفية ومُفرقّة حتى لو أنكرت!
يُحمد للشيخ الراحل حارث الضاري، أنه رفض دعوات تحويل هيئة العلماء التي ترأسها، إلى مرجعية دينية سنية، على غرار المرجعية الشيعية في النجف، برغم المغريات التي قُدمت إليه، والضغوط التي مورست عليه، وسمعته شخصياً، في أول لقاء معه، منتصف تموز 2008 يقول: إن المرجعيات الدينية، سرعان ما تتحول إلى طائفية، تُفرّق ولا توحّد، ثم أن السُـنّة في العراق، جزء من أمة، ومرجعيتهم الدينية، أعظم مرجعية في الكون، كتاب الله، وسُــنّة نبيه المصطفى، وليسوا طائفة أو فرقة أو أقلية، حتى يلجأوا إلى تكوين مرجعيات دينية لهم.
وقد سعى الحزب الإسلامي، الذي نفخته قوات الاحتلال الأمريكي، ورممت مفاصله المتصدعة، إلى تقديم نفسه مرجعيةً دينيةً للسنة العرب في العراق، بالتعاون مع قيادات شيعية محلية، ودوائر أمريكية، وجهات إيرانية، إلا أنه واجه فشلاً ذريعاً، في البيئة السنية العربية التي أحبطت خطط هذا الحزب، الذي تجمعه مع الاحزاب الشيعية، مشتركات أبرزها: تهشيم اللحمة الوطنية، وتهميش عروبة العراق، والتنسيق المزدوج مع واشنطن وطهران، والارتماء التدريجي في الحاضنة الإيرانية، المعادية للامة العربية، والمشوهّة للإسلام المحمدي.
وأزاء إخفاقات الحزب الإسلامي، في اختراق المناطق والمحافظات السنية العربية، عمدت الاحزاب الشيعية الولائية لإيران، إلى تأسيس كيانات هزيلة، وضعت على رأسها، ملالي وأصحاب عمائم، محسوبون على السُــنّة العرب، ظلماً وبهتاناً، كما فعل المجلس الاعلى، في تلميع صورة خالد الملا، الذي استقطب زميله في عضوية المجلس الوطني السابق، لطيف هميم، وزكى صديقه، أحمد عبدالغفور السامرائي، لتولي رئاسة الوقف السني، قبل أن يختلفوا، على المصالح والامتيازات، وكما صنع حزب الدعوة، برئاسة نوري المالكي، في استيراد الملا المتصابي، مهدي الصميدعي، من دكانته لبيع الاعشاب بدمشق، وتمكينه من احتلال جامع أم الطبول، مع الخرف، عامر البياتي، حتى صار هذا الجامع المهيب، الذي يرمز إلى كوكبة من شهداء قادة جيشنا العراقي الابرار، وكراً تجسسياً، لتنفيذ مخططات ايرانية اجرامية، وعقد لقاءات تآمرية، مع الجنرال قاسم سليماني ومساعده أبو مهدي المهندس، وأتباعهما قتلة أهل السُنّة.
وكما أخفق الحزب الإسلامي في تنفيذ أجندته المشبوهة، فان نشاط هؤلاء، انحسر هو الآخر، واقتصر على أقاربهم، وشللهم الانتفاعية، ومثلهم تواجه مجموعة صغيرة، استولت بدعم من فصائل الحشد الايرانية، على المدرسة المحمدية في الفلوجة، تُطلق على نفسها تسمية (الرباط)، يقودها عبدالقادر الالوسي، الذي يؤكد السادة الالوسيون، انه من أصول شيعية، وفدت أسرته إلى مدينة حديثة، قبل عقود، وانتسبت إليهم، ويعاون الالوسي المزور، ملا (لوكي) بامتياز، يدعى محمد نوري العيساوي، شوهد مؤخراً، وهو في قمة سقوطه الاخلاقي، يشارك في الذكرى السنوية الأولى، لتأبين (المحروقين) الايرانيين، ويُلقي كلمة تحمل طناً، من النفاق والانتهازية.
وتأسيساً على ذلك، فان من الخطأ الفاحش، ان يعمل نفر من طلاب المآرب والتربّح، على تسويق فكرة المرجعية السنية، كما النائب السابق عبدالكريم عبطان، الذي قاد حفنة من أئمة المساجد في منطقة (السيدية)، قبل أيام، وذهب بهم إلى مقر المجمع الفقهي، والتقى رئيسه الشيخ أحمد الطه السامرائي تحت شعار مُريب، عنوانه: (التواصل مع المرجعية السنية)، مع وضوح، خفة عبطان المكشوفة، ورغبته في حشر نفسه، ضمن سباق الطامعين، برئاسة ديوان الوقف السني، وقد أصبحوا كتيبة، جميع أفرادها يتطلعون إلى(دسم) العقود والمقاولات، وليس لخدمة الوقف.
ولأننا نثق بالشيخ الطه، ونعرف حرصه على لم الشمل، ووحدة الصف، فاننا نتمنى عليه، ان يسد بابه، أمام الذين يتذكرون (سنيتهم) في المناسبات، بحثاً عن الوجاهات، ويتجنب الاستماع أو الحديث عن بدعة (المرجعية السنية)، لأنها ستُصبح، عاجلاً أم آجلاً، طائفية ومُفرقّة، تشتت ولا تجمع، وتخلق طبقة من أدعياء الدين، تعتاش على الغيبيات والخرافات، وتختلق قصصاً ومرويات، تشوّه رسالة الاسلام السامية، في الاخوة والتعاضد والمودة، وتنشر البغضاء والكراهية، وأمامنا نماذج منها، خربّت وقسمّت وتسلطت، مما أبعدها، عن وظيفتها الحقيقية، في توعية مقلديها، وتوجيه جمهورها، وطنياً ودينياً، بما يخدم العراق، ويجنبه التشظي السياسي، والتشرذم الاجتماعي، وهذه خطوط حمر، لا يتعامل معها، المجتمع السني العربي، في أسوأ الظروف، وأقسى الحالات، ولاحظنا كيف عزف هذا المجتمع، برموزه وقياداته ومثقفيه ووجهائه وعشائره، عن الحزب الإسلامي.. وكيف نفر من تنظيمي القاعدة وداعش، الذي لولا هذا النفور، الوطني والقومي والحضاري، لما أمكن دحرهما، وإلحاق الهزيمة بهما، بعد ان رفضتهما البيئة السنية العربية، وتصدّت لهما، برغم دعمهما، سراً وعلانية، من جهات خارجية، ودول اقليمية، وقوى شيعية، عبر تخادم سياسي، وتواطؤ استخباري، تكشفت بعض فصولهما، في قضية بيع الموصل، إلى مسلحي أبو بكر البغدادي، وما زالت فصول أخرى طي الاخفاء والتستر، ستنجلي، بالتأكيد، في قابل الأيام، وتفضح المؤامرة الكبرى، التي استهدفت، تدمير العراق، وتمزيق شعبه، الى فرق وملل، وطوائف ونحل.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=4901