بعد الحظر على ترامب: وزير بريطاني يتساءل عن أحقية مواقع التواصل الاجتماعي في التدخل في آراء المستخدمين
بعد الحظر على ترامب: وزير بريطاني يتساءل عن أحقية مواقع التواصل الاجتماعي في التدخل في آراء المستخدمين
اعتبر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أن الحظر الذي فرضته مواقع تويتر وفيسبوك وإنستغرام على حسابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “يثير تساؤلا كبيرا جدا” حول كيفية تنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال هانكوك إن منصات التواصل الاجتماعي تتخذ قرارات تحريرية الآن، “وتختار من يجب ومن لا يجب أن يكون له صوت”.
وتحركت شركات التواصل الاجتماعي ضد ترامب بعد اقتحام بعض مؤيديه مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس الأمريكي) في واشنطن العاصمة يوم الأربعاء.
وقال هانكوك إن الحظر أظهر أن تلك الشركات تتخذ الآن “قرارات تحريرية (تتدخل فيما يكتبه المستخدمون)”.
ويريد نشطاء تغيير التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي واعتبارها “شركات نشر إعلامي”، بدلا من مجرد “منصات” لمشاركة أراء المشتركين، وهو ما سيعني وقوعها تحت المزيد من القواعد التنظيمية لعملية النشر.
ويرى معارضو هذه الفكرة أنها قد تسمح للحكومات بالتدخل والحد من النقاش على منصات التواصل الاجتماعي.
ويواجه ترامب تحركات تريد عزله من منصبه قبل أيام من تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن. ويتهم الديمقراطيون الرئيس الجمهوري بتشجيع أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة واشنطن، وتسببت في مقتل خمسة أشخاص.
وعلق موقع تويتر بشكل دائم حساب ترامب الشخصي يوم السبت، مشيرا إلى أن القرار جاء بسبب “خطر المزيد من التحريض على العنف”.
لكن ترامب وصف ما فعله تويتر بأنه هجوم على حرية التعبير وأشار إلى أنه سينظر في “بناء منصتنا الخاصة في المستقبل”.
اختيار الأراء
كان هناك نقاش طويل حول ما إذا كان ينبغي معاملة شركات التواصل الاجتماعي في القانون على أنها “شركات نشر إعلامي”، مع تحمل مسؤولية أكبر للتعامل مع المحتوى التشهيري أو التمييزي أو المضلل أو التحريضي الذي ينشره المستخدمون.
وقال وزير الصحة البريطاني، الذي شغل من قبل منصب وزير الثقافة لبي بي سي : “المشاهد التي شجعها الرئيس ترامب، اقتحام الكابيتول، كانت مروعة، وكنت حزينا جدا لرؤية ذلك لأن الديمقراطية الأمريكية محل فخر كبير”.
وأضاف “لكن شيئا آخر تغير، وهو أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي تتخذ قرارات تحريرية الآن. وهذا واضح لأنهم يختارون من يجب أن يكون له رأي على منصتهم ومن لا ينبغي سماع صوته.”
وقال هانكوك إن هذا التطور من المحتمل أن تكون لها “عواقب”.
ولدى سؤاله في وقت سابق عن قرار تويتر حظر حساب ترامب، قال هانكوك لشبكة سكاي نيوز: “أعتقد أنه يثير سؤالا مهما للغاية”، وهو يعني أن منصات التواصل الاجتماعي تتخذ قرارات تحريرية.
وأضاف “هذا تساؤل كبير جدا، لأنه سيثير أسئلة أخرى حول أحكامهم التحريرية والطريقة التي يتم بها تنظيمها.”
وجاء حظر تويتر على حساب ترامب في أعقاب وضع الكثير من العلامات التحذيرية على منشوراته التي تشير إلى جائحة فيروس كورون ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقالت الشركة في مدونة يوم الجمعة إن إطار المصلحة العامة الخاص بها موجود “لتمكين الجمهور من الاستماع مباشرة إلى المسؤولين المنتخبين وقادة العالم”.
وأضافت: “ومع ذلك، أوضحنا منذ سنوات أن هذه الحسابات ليست فوق قواعدنا ولا يمكنها استخدام تويتر للتحريض على العنف. سنستمر في الشفافية بشأن سياساتنا وتنفيذها”.
كما حظرت مواقع فيسبوك وانستغرام حسابات ترامب “إلى أجل غير مسمى” يوم الخميس، وقال الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ إن هذه العقوبة ستظل حتى 20 يناير/كانون الثاني على الأقل، عندما يؤدي جو بايدن اليمين كرئيس جديد للولايات المتحدة.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=4808