طليعة لبنان: المقاومة الوطنية هي الرد الطبيعي على الاحتلال والتطبيع
طليعة لبنان: المقاومة الوطنية هي الرد الطبيعي على الاحتلال والتطبيع
في الذكرى الثامنة والثلاثين للاجتياح الصهيوني لبيروت المتزامن مع التوقيع على اتفاقيات التطبيع بين نظامي الامارات والبحرين برعاية اميركية اصدرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان الاتي:
لم يكن من وحي المصادفة ان يتم التوقيع على اتفاقيات التطبيع الكامل بين نظامي الامارات والبحرين “واسرائيل” وبرعاية اميركية، في ذات التاريخ الذي اقدمت فيه قوات العدو الصهيوني قبل ثمانية وثلاثين سنة على اجتياح بيروت والذي بلغ ذروته الاجرامية بارتكابه مع عملائه جرائم صبرا وشاتيلا التي تعتبر واحدة من افظع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية في العصر الحديث.
ان العدو الصهيوني الذي لجأ الى اسلوب الارض المحروقة لكسر ارادة الصمود الشعبي ووجه بمقاومة وطنية شاملة غطت كل الارض التي وطأتها قوات الاحتلال ،
اسست لفعلها النضالي مطلع السبعينيات ، بمواجهات بطولية مع العدو في العرقوب وكفركلا والطيبة وعلى طول خط المواجهة في الجنوب والبقاع الغربي وفي الجليل الاعلى من فلسطين المحتلة .وهي اذ سجلت لنفسها تأريخاً وطنياً جديداً يوم اُطلق الفعل المقاوم الشامل عقب اجتياح بيروت ،فلأن هذا الفعل كان رداً طبيعياً على العدوان الشامل منذ اللحظة التي دنست فيها اقدام العدو ارض عروس العواصم العربية التي بقيت تقاوم ثلاثة اشهر رغم الحصار الذي فرض عليها.
واليوم وبعد ما يقارب الاربعة عقود على اطلاق الفعل الوطني المقاوم الشامل لتحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني والذي اثمرت تراكماته النضالية منذ انطلاقته قبل خمسين عاماً على انجاز التحرير في العام ٢٠٠٠، تقدم بعض الانظمة العربية على الاعتراف “باسرائيل”،في استسلام مخزٍ لارادة العدو واستجابة للاملاءات الاميركية وفي تنكر واضح للحقوق الوطنية الفلسطينية وتجاهل القرارات الدولية ذات الصلة بحقوق شعب فلسطين وخاصة حق العودة.
ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ،اذ توجه التحية للمقاومة الوطنية اللبنانيةبكل طيفها السياسي في ذكرى انطلاقتها الشاملة ،تدين بشدة اقدام نظامي الامارات والبحرين على الاعتراف بالعدو الصهيوني وتطبيع العلاقات معه ، وتعتبر هذه الخطوة هي مجرد اجراء اعلاني للعلاقات القائمة بين الاطراف التي وقعت تحت الاشراف الاميركي ،باعتبار ان الاتصالات كانت قائمة على قدم وساق ولم ينقص سوى مشهدية التوقيع الرسمي .
ان ما اقدم عليه نظامي الامارات والبحرين انما هو خيانة قومية عظمى للامة العربية لاتقل خطورة عن اتفاقيات كمب دافيد ووادي عربه بكل تداعياتهما على الامن القومي العربي ،كون هذه الخطوة تفسح المجال امام العدو لان يقيم قواعد متعددة الوظائف في العمق القومي انفاذاً لمشروعه التوسعي واقامة مايسمى “باسرائيل” الكبرى.
وعليه فإن خطورة هذه الخطوة تتطلب مواجهة تتناسب ومستوى خطورتها على الامن القومي العربي، والسبيل لذلك هو المقاومة الشعبية الشاملة بكل الامكانات المتاحة. والثقة كبيرة بان جماهير البحرين والامارات ستواجه هذا النهج التآمري كما واجهت جماهير مصر والاردن اتفاقيات التطبيع وحاصرتها في قنوانتها النظامية الضيقة. وان جماهير الامارات والبحرين والتي نوجه التحية لها ولقواها القومية والوطنية والديموقراطية لموقفها الرافض للتطبيع ستجد كل الدعم والاسناد من جماهير الامة العربية ،وهي التي تعتبر نفسها معنية بمواجهة هذا النهج المتمادي في تطبيع العلاقات مع العدو من قبل النظام الرسمي العربي.
لقد قالت جماهير فلسطين ومعها كل قوى الثورة الفلسطينية لا قوية لهذا النهج الاستسلامي وعلى قاعدة هذا الرفض الشعبي والسياسي الفلسطينيين ،يجب اطلاق الموقف الشعبي العربي الرافض لنهج التطبيع والمطبعين على مستوى النظم والكيانات والاشخاص.
ان الامة العربية التي تمتلك مخزوناً عظيماًمن الفعل المقاوم والذي سطر ملاحم بطولية في فلسطين والعراق، ولبنان الذي تحي قواه الوطنية هذه الايام ذكرى انطلاقة المقاومة الشاملة ،واستطاعت ان تفرض على المحتلين الانسحاب والانكفاء، لهي قادرة اليوم على محاصرة نهج التطبيع واسقاطه بكل مفاعيله وشخوصه.
فلترتفع مجدداً رايات المقاومة العربية الشاملة ضدكل من يحتل ارضاً عربية ، وضد كل من يتنكر للحقوق القومية للامة في فلسطين وضد كل من يطبع مع العدو. ولتقبض جماهير الامة على مصيرها من خلال استنهاض قواها الحية لوضع حدٍ لمسلسل التنازلات المجانية التي تقدم للعدو تحت ذرائع وتبريرات واهية.
ان العدو استولى على الارض بالقوة وما اخذ بالقوة لايسترد الابالقوة.
فتحية للمقاومة الوطنية الشاملة بكل طيفها السياسي وتحية لقوى الثورة الفلسطينية وللقوى الشعبية في داخل فلسطين وخارجها الرافضة لنهج التخاذل والاستسلام. والخزي والعار للخونة والعملاء والمطبعين مع اعداء الامة المتعددي المشارب والمواقع.
القيادة القطرية
لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في 16/9/2020
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=764