عبدالله الخربيط: هجوووم..(الهوسات) تتقدم!
عبدالله الخربيط: هجوووم..(الهوسات) تتقدم!
ينشط النائب عبدالله الخربيط، هذه الأيام، في أكثر من ميدان، فتارة ينشر مقطع (فيديو) يظهر فيه، وهو يحمل بندقية (كلاشنكوف)، ويُطلق على عدو وهمي، زخات من الرصاص، مع شرح حالات التقدم والتغطية والانسحاب، وكأنه (رئيس عرفاء) في وحدة عسكرية، يتدرب أفرادها الجدد على استخدام السلاح، وتارة يطلع في التلفزيون، ويؤكد أن اقليم الأنبار، صار في الجيب ولم يبق غير الاستفتاء الشعبي لإعلانه، ورئيسه (محمدنا) لا غيره، ويقصد به محمد الحلبوسي، الذي توجّه إلى باريس، في زيارة استجمام لفرنسا، أهم صفحاتها قضاء ليلة في الجنوب، على ساحل البحر المتوسط، وعنده شوق واشتياق الى لعبة (21) واخواتها، وقد يراجع متخصصين في الغذاء والدواء، لتنشيط أشياء، لزوم حالته الجديدة، وربما يجد وقتاً لشراء أكداس من البدلات والاربطة والأحذية الفرنسية، ضد التعرّق والغبار وشمس الصيف، حتى يظهر أنيقاً، في موسم الانتخابات، خلال جولاته التفقدية، وتنقلاته الدعائية.
وشخصياً لا أجد ضيراً من مديح الخربيط لرئيس حزبه (تقدم)، فالمسألة ما دامت سياسية، وليس فيها أخذ وعطاء، ولا (شيلني وأشيلك)، كما يقول الحاسدون، فهي طبيعية، وليس غريباً، ان يصطف عبدالله، ويحيى المحمدي، ومتعكر المزاج هذه الأيام، هيبة الحلبوسي، في تلميع صورة قائدهم، والإشادة بمنجزاته في المحافظات المدمرة، التي هدّد من يعبث بأمنها، بكسر ظهره، كائناً من كان، فالقضية ليس فيها ما يُعيب، وحالهم حال الآخرين المنافسين، فإذا لم يُشيدوا بـ(محمدهم)، ويثمنوا مواقفه، فإلى أين يتجهون، ولمن يشتغلون؟ هل يهتفون لابن محافظتهم، الوزير الذي جمع ثلاث وزارات دفعة واحدة، سلمان الجميلي، وما طلع منه نفع ولا فائدة، واكتفى بما جناه، من عرق جبينه، وطول يديه، وجهود ابن أخيه أو أخته (لا فرق)، النصير ومدير الأعمال.
ولكن ما يؤخذ على عبدالله الخربيط، في وقفاته، أنه يرتفع عالياً بسقف تصريحاته، ويبالغ كثيراً بمناطقيته، وهو السني العربي، الذي يفترض به، ألا يُفرّق بين الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك وشمالي بابل، بصفتها منظومة اجتماعية واحدة، تعرضت سوية إلى حملات تنكيل وتقتيل وتهجير من الدواعش الارهابيين، ومن الحشديين الطائفيين، وما تزال تئن من بطش الأوغاد الولائيين، الذين تحولوا إلى قوة أجنبية محتلة للمناطق والمحافظات السنية العربية، يعملون على تغيير هوية سكانها، وسرقة مواردها، ومطاردة الأخيار والوطنيين والقوميين من أبنائها، ومن حق الخربيط، أن يدعو إلى إقليم الأنبار، وهو ما نصَّ عليه دستور همام حمودي ونوري المالكي وفؤاد معصوم الذي انقلبت الأحزاب الشيعية عليه، وتراجع قادتها عن الالتزام بأكثر بنوده، وخصوصاً بند الأقاليم، بعد أن اكتشفوا أن تطبيقه، سيحرمهم من حكم المحافظات السنية، وهي الوحيدة التي يتسلطون عليها، وينهبون ثرواتها، ويتحكمون بمنافذها، ويضطهدون أهلها، بعد أن أفلتت كردستان من قبضتهم، وتفاقمت مشكلات شراكاتهم في المحافظات ذات الاغلبية السكانية الشيعية، وكل حزب يدعي أنه صاحب الحق الشرعي في الاستحواذ عليها.
ومشكلة الخربيط ورئيسه الحلبوسي أيضاً، أنهما يتمنيان كثيراً، ولا يتحسبان قليلاً، ولا يعرفان أن حزبهما (تقدم) قد يحصل على أربعة مقاعد أو خمسة، في الرمادي والفلوجة، وفقاً لتوقعات مراقبين محايدين، غير أنه سيخسر في مناطق آعالي الفرات (هيت وحديثة والقائم وعنة وراوة)، لأن مزاج الحلبوسي لا ينسجم مع هموم سكانها وتطلعاتهم، برغم انهم يشكلون نصف الانبار، في حين سيجد الحزب، صعوبة في إحراز نجاح في العاصمة بغداد والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، لأن مرشحيه فيها، يعانون من شحة المال، للدعاية وتنظيم المآدب والحفلات، ومستلزمات الزيارات، وما يصاحبها من هدايا ومكافآت، برغم أن الحلبوسي وعدهم وأقسم أنه سيحول (الشط مرك والزور خواشيك) واغرفوا بما يُعجبكم (بامية، فاصوليا يابسة، باذنجان) واللحم موجود والحمد لله، لمن يحب التشريب أو الدليمية، ولكن الذي حصل، إلى الآن، أن عديداً من المرشحين صدقوا الحكاية، وذهب بعضهم إلى الشط، وعاد عطشاناَ.
ولأنني شخصياً، أعرف آل الخربيط، وفي مقدمتهم الصديق الشيخ مظهر، وهم قوم مروءة وشموخ، ولكني أعجب من خفة عبدالله، والتصاقة المثير للدهشة بالحلبوسي إلى درجة، يبدو فيها، وكأنه يعمل عنده، وليس نداً له، وهذا يعني أنه لا يُفرّق بين الزمالة السياسية، والصداقة الشخصية، والقرابة القبلية من جهة، وبين التقديس من جهة أخرى، وهذا سلوك غير مُستحب، ويكاد يكون نادراً، وخصوصاً في الانبار، أم المضايف والدواوين، وكما أسلفنا، فإن من حقه، أن يُدافع عن الحلبوسي، سياسياً، ويخفف من وطأة الانتقادات الموجهة إليه، لأن تحالفاً انتخابياً واحداً يجمعهما، أما إذا تجاوز الأمر هذا الإطار، فالمسألة تكون تبعية وانقياد، والخربيطيون ليسوا هكذا.
والخلاصة.. على عبدالله الخربيط، أن يُدرّب نفسه، ويُمرنها، منذ الآن، على تقبل، ما تحمله الشهور الأربعة المقبلة، من أحداث ومفاجآت، أثقلها عليه ستكون أن صاحبه سيودع رئاسة مجلس النواب، في الدورة الانتخابية المقبلة، وقد يُنتخب نائباً عادياً، مثل سائر النواب الآخرين، ولكن رئاسة البرلمان، لن تكون من نصيبه، نقطة رأس السطر.
عبدالله الخربيط: هجوووم..(الهوسات) تتقدم!
Source : https://iraqaloroba.com/?p=9665