لا شرعية للأسد وانتخاباته
لا شرعية للأسد وانتخاباته
عهد فاضل ــ العربية : مع تسارع خطوات نظام الأسد، وتكثيف مساعيه لإجراء الانتخابات الرئاسية، وترشيح نفسه، مرة أخرى، أطلقت قوى سياسية سورية معارضة وشخصيات وطنية متنوعة الاتجاهات، حملة محلية وعالمية لتنبيه المجتمع الدولي، على خطورة تجديد الأسد، لنفسه، وبقائه في السلطة رغم كل الدمار والقتل والتشرد الذي تسبب به للسوريين، وبما يتناقض، أصلا، مع مختلف القرارات الدولية لحل الأزمة في سوريا، وعلى رأسها القرار 2254.
وفيما كان الاجتماع الأول، للقوى السياسية المعارضة، في السابع عشر، من الشهر الجاري، شهد يوم الأحد الماضي، الاجتماع الثاني للقوى المطلقة للحملة، وعلى رأسها، اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، والمجلس السوري للتغيير، ورابطة الكرد المستقلين، وطيف واسع من شخصيات وطنية مستقلة، وقوى سياسية متعددة.
إحباط مسعى ترشحه
واتفقت جميع الأطراف المشاركة، في الاجتماع الذي تم إجراؤه عبر تطبيق “الزوم”، على اسم الحملة، وهو “لا شرعية للأسد وانتخاباته” والهدف منها، هو “إحباط جهود نظام بشار الأسد، لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية” بحسب ما ذكره المحامي حسان الأسود، أمين عام المجلس السوري للتغيير، في اتصال مع “العربية.نت” الاثنين.
بدوره، بيّن الأمين العام للمجلس السوري للتغيير، وهو أحد مكونات المعارضة السورية التي تضم عددا من الشرائح الاجتماعية، من الجنسين، ومن مختلف المحافظات، بأن سعي الأسد، لترشيح نفسه، مجدداً، يتعارض مع إرادة غالبية السوريين، ويتعارض، كذلك، مع الإرادة الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولفت الأسود، إلى أن هذه الحملة، لن تقف عند حد التنديد بتوجه الأسد، لانتخاب نفسه، وإجهاض مساعيه في هذا السياق، بل الحملة ستظل محاولة لا تهدأ، لإيصال صوت السوريين، إلى العالم، وكذلك “لإظهار أنفسنا أفراداً وكيانات، متمايزين عن المؤسسات الرسمية للمعارضة المترهلة، ولنبيّن للعالم قدرتنا على إنتاج البديل الوطني الديمقراطي عن نظام استبدادي قمعي” بحسب ما ذكره لـ”العربية.نت”.
ستتوجه إلى مناطق سيطرته أيضاً
كما عبّر أمين المجلس السوري للتغيير، عن قناعته، بأن الجميع متفق على لا شرعية للأسد والرغبة بإسقاطه، بمن فيهم السوريون المقيمون في مناطق سيطرته. من هنا، ستتوجه الحملة، إلى السوريين بمناطق سلطة الأسد، باعتبارهم “مكرهين” على البقاء “تحت حكم جائر وظالم” إلا أنهم غير قادرين على التعبير بسبب “خوفهم” من أجهزته الأمنية.
وستسلك الحملة خطين إضافيين، وهما التوجه إلى الرأي العام الإقليمي والدولي، والشعوب العربية والمجاورة من أجل “إعادة إحياء قضية الشعب السوري ومطالبه المحقة بالعيش الكريم، كما كانت قبل عشرة أعوام، أيام السلمية، وقبل التحول إلى العسكرة” بحسب الأسود الذي أكد أن الخط الثاني، سيكون بالتوجه إلى الدول الفاعلة، بالملف السوري، وكذلك مختلف هيئات الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي.
اقتصاد متردٍّ ومنظومة فساد
وأضاف الأسود لـ”العربية.نت” أن حملة “لا شرعية للأسد وانتخاباته” ستركز على إظهار كيف أن هذه الانتخابات ستعرقل الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، وستمنع حصول السوريين على حقهم الطبيعي “باختيار نظام الحكم الشرعي الذي يلبي مطالبهم ويمكّن حقوقهم” وكذلك ستسعى الحملة لإظهار أن “بقاء الأسد، يعني بالضرورة، عدم الاستقرار سواء في سوريا أو في المنطقة، وسيفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية، لأنّه سيكرّس اقتصادا سوريا مهيمناً عليه من قبل منظومة الفساد الحاكمة”.
بدوره، قال معتز شقلب، الأمين العام لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية، في اتصال مع “العربية.نت”، إن حقيقة الأمر، أن الأسد “لا يزال يتلاعب بموضوع اللجنة الدستورية” بدليل أن رئيس النظام، بدأ بتمهيد إعلان نيته الترشح مجددا لانتخاب نفسه، بما يشكل “إهانة” حقيقية لكل المؤسسات الدولية التي أصدرت قرارات لحل الأزمة السورية، على رأسها القرار 2254، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي، بدون وجود الأسد.
حملة جامعة لا تتبع لأي جهة
وبيّن شقلب، في هذا السياق، أن الأسد يتعمد من خلال اجتماعاته بما يعرف باللجنة الدستورية، إضاعة الوقت، من أجل فرض أمر واقع على الجميع، بانتخاب نفسه، مرة أخرى. ومن هنا، يقول شقلب لـ”العربية.نت” قررت التنسيقيات الثورية السورية، الوقوف بوجه مسعى الأسد، انتخاب نفسه، من جديد، بحملة “لا شرعية للأسد وانتخاباته” التي ستكون “وطنية جامعة لا تتبع لأي جهة” فتم عقد الاجتماع الأول، بحضور نحو ستين تكتلا وحزباً، وكذلك حضر الاجتماع 100 شخصية مستقلة، على ما أفاد به لـ”العربية.نت”.
وتتكون الحملة من لجان متعددة المهام، كالتواصل مع السفارات والعواصم، ومنها روسيا، لإيصال رسالة السوريين بضرورة أن “يرحل القاتلُ الأسد” بحسب شقلب الذي أكد لـ”العربية.نت” أن الحملة تضم ناشطين سوريين، داخل وخارج البلاد، سيتولون تنظيم الوقفات والمظاهرات ومختلف أوجه النشاطات السياسية والإعلامية الساعية لإجهاض سيناريو انتخاب الأسد.
إيران هي العدو الأول للسوريين
إلى ذلك، حذّر شقلب، في سياق عرضه لواقع الحال، في سوريا، ككل، من الدور الإيراني المتنامي الآخذ في التجذر، مؤكداً أن الإيرانيين هم “العدو الأول للثورة السورية” أولا من خلال تورطهم مع نظام الأسد بسفك دماء السوريين، وثانيا بالشعارات التي تتستّر خلفها إيران، للتوسع في سوريا والمنطقة، عبر التحريض الطائفي المقيت، ورفع رايات تقسّم الشعب السوري الواحد.
في غضون هذا، تشير تحليلات وتوقعات، إلى أن الأسد شرع، بالفعل، باتخاذ إجراءات إعادة انتخاب نفسه، رئيسا للنظام، إلا أنه “يتريث” بالتصريح العلني، حاليا، تفادياً لأي عراقيل دولية يمكن حدوثها، في هذه الآونة، خاصة مع انتخاب إدارة أميركية جديدة، لا يزال من المبكر توقع استراتيجيتها، في سوريا، وماهية الإجراءات التي يمكن أن تتخذها بخصوص مصير الأسد الذي إن حكم مرة أخرى بإعادة ترشيح نفسه “فهذا يعني بقاء مجرم حرب في سدة الحكم، رغم ما ارتكبه، بحق سوريا وشعبها” تبعاً لما قاله لـ”العربية.نت” أمين المجلس السوري للتغيير، المحامي حسان الأسود.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=5185