لقاء بلاسخارت وأبو فدك.. ربما لفك اشتباك أمريكي ايراني !
أن بلاسخارت، تجاوزت كون (أبو فدك) في قائمة الارهاب الأمريكية، وتعاطت معه، بوصفه صاحب شأن في العراق، وحاورته لتحقيق (السلام)، وهنا برز حجم التناقض في مضمون التغريدة القلقة، وأغلب الظن أنها كُتبت على عجالة، للتهرب من الخوض في دوافع الاجتماع، وما بُحث فيه
بعد ساعات قليلة من انتهاء اجتماع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، مع عبدالعزيز المحمداوي (أبو فدك) القائد الميداني لفصائل الحشد الولائي الايراني، في مقر الأخير ببغداد، أمس الاول (الجمعة)، تصاعدت التكهنات، وكثرت التفسيرات، في الأوساط السياسية والشعبية، حول هذا الاجتماع، غير المسبوق في طريقته وطبيعته، الذي جمع بين دبلوماسية أممية، وزعيم مليشياوي، مسجل في لوائح الارهاب الأمريكية.
ولان بلاسخارت مُحرجة، من تسويغ اجتماعها مع المحمداوي، الذي لا يتولى وظيفة حكومية، ولا يشغل موقعاً سياسياً، وإنما نُصّب، رئيساً لأركان قوات الحشد، من دون أن يصدر به قرار، أو أمر ديواني، من رئيس الحكومة، والقائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، ولا يعترف به رئيس هيئة الحشد الشعبي الرسمي، فالح الفياض، كـ(رئيس أركان)، وإنما وصفه، بمسؤول إداري لـ(تصريف الأعمال)، فإن البعثة الدولية، ارتبكت في تغريدتها المقتضبة، عن الاجتماع، ولجأت إلى الغموض والعموميات، عندما قالت: (إن الحياد والاستقلال في صميم تفويض الأمم المتحدة، وأننا نتعامل مع مجموعة واسعة من أصحاب الشأن، سعياً إلى تحقيق السلام، فالحوار هو الحل الوحيد)!، وهذا يعني، أن بلاسخارت، تجاوزت كون (أبو فدك) في قائمة الارهاب الأمريكية، وتعاطت معه، بوصفه صاحب شأن في العراق، وحاورته لتحقيق (السلام)، وهنا برز حجم التناقض في مضمون التغريدة القلقة، وأغلب الظن أنها كُتبت على عجالة، للتهرب من الخوض في دوافع الاجتماع، وما بُحث فيه.
والحاصل، أن اجتماع بلاسخارت وأبو فدك، يُمكن تصنيفه بأنه خطر، وجاء في وقت حرج، باتت فيه الخارجية الامريكية، عازمة على إغلاق سفارتها في بغداد، خلال الأيام القليلة المقبلة، لغاية انتهاء الانتخابات الرئاسية، في الشهر المقبل، تحسباً من أعمال عدائية تؤثر سلباً، على سير تلك الانتخابات ونتائجها، في أعقاب عجز رئيسي الجمهورية برهم صالح، والحكومة مصطفى الكاظمي، عن تقديم ضمانات، لمنع استهداف السفارة، وحركة أرتال الخدمة والنقل للجيش الأمريكي، وواضح أيضاً، أن المبعوثة الأممية، نقلت رسالة قد تكون تحذيرية، إلى المحمداوي، ظاهرها من المنظمة الدولية، وحقيقتها من الادارة الأمريكية، ومضمونها التقريبي، أن واشنطن ستلجأ إلى خيارات خشنة، ضد كل من يستهدف مصالحها وقواتها، ولن تخشى عقب إغلاق سفارتها، ردود فعل غاضبة، أو كاتيوشية، ما دامت قواتها محمية، بدرجة (معقولة)، في عين الأسد الانبارية، وحرير الكردية.
وبالتأكيد..فأن اجتماع بلاسخارت والمحمداوي، يندرج ضمن حالة ليست عادية، ولا بد من وجود أسباب خفية، دفعت بممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الولوج في طريق، ليس من اختصاصها، ولا من صلاحيات بعثتها، فهي تتعامل، كما هو معروف، مع الاطارات الحكومية، والقيادات السياسية، وإذا كانت تريد أو ترغب، في لقاء مسؤول في الحشد، فليس أمامها غير فالح الفياض، ووفقاً لهذه المعطيات، فأن الاجتماع المثير للجدل، بين الاثنين، فرضته، تطورات سياسية، وتداعيات ميدانية، من بينها، استمرار الهجمات الملشياوية، على المنطقة الخضراء، ومطار بغداد، وقوافل الخدمات والنقل للقوات الأمريكية، المتهمة بها فصائل أبو فدك، وواجهاته، التي تتستر بأسماء، عصبة الثائرين، وسرايا ثورة العشرين، وسواعد المؤمنين، وآخرها (ربع الله).
وعموماً، فإنه لا صحة لتقارير، نسجتها أوساط مقربة من الأمريكان، مفادها أن بلاسخارت حملت قائمة الى المحمداوي، بأسماء سبعة وستين قيادياً حزبياً ومليشاوياً، من بينهم، اثنان من رؤساء الحكومات السابقة، نوري المالكي، وعادل عبدالمهدي، وعديد من الوزراء السابقين، والنواب الحاليين، ومسؤولين كبار في الحشد الولائي، على أساس أن واشنطن، وضعتهم في دائرة الاستهداف (التصفوي)، إذا أغلقت سفارتها بالفعل، الى أمد غير محدد، فمثل هذه الرسائل، وما تنطوي عليه من أسرار، ومخاطر أمنية، لا تنقلها مبعوثة دولية، لاعتبارات معروفة، ولا يجرؤ حتى السفير الأمريكي ذاته، على التلميح إليها، لأنها خارج السياقات السياسية، وأغلب الظن، أنها مجرد تسريبات لتخويف الفصائل والقيادات الولائية، ولكن ذلك لا يمنع، أن تكون المسؤولة الأممية، قد عرضت على أبو فدك، الادلة والمعطيات المتوفرة، عن ضلوع مليشياته، في خطف المتظاهرين السلميين وقتلهم، واستمرارها في إطلاق الكاتيوشا، لان مهمة البعثة الدولية في العراق، تقديم النصائح والاستشارات فقط.
وللمعلومات التوثيقية، فإن اختيار المحمداوي، لرئاسة أركان الحشد، قد تم بمعزل عن الحكومة، والقيادة العامة للقوات المسلحة، وإنما اختارته، لجنة من الفصائل الحشدية الولائية، في العشرين من شباط الماضي، خلفاً لأبي مهدي المهندس، ضمت ثلاثة من قياديي الخط الأول فيها، وهم: أبو علي البصري، مدير التعبئة والعمليات، واسمه الحقيقي عدنان إبراهيم محسن، واللواء (الدمج) أبو زينب اللامي، مدير دائرة الأمن، واسمه الحقيقي، حسين فالح عزيز، وأبو ايمان الباهلي، رئيس دائرة الاستخبارات التقنية، واسمه الحقيقي، عذاب كيطان، يضاف إليهم، قائد الفرقة الخاصة بأمن المنطقة الخضراء، المُستبدل مؤخراً، الفريق (الدمج) أبو منتظر الحسيني، واسمه الحقيقي، تحسين عبد مطر العبودي، وقائد كتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، واسمه الحقيقي، هاشم بنيان السراجي، وليث الخزعلي، نيابة عن شقيقه قيس الخزعلي، رئيس العصائب، والنائب أحمد الأسدي (أسترالي) الجنسية، قائد مليشيا (جند الإمام)، وسط اعتراض فصائل العتبات الثلاثة، التابعة لمرجعية السيستاني، كتائب الإمام علي، وفرقة العباس، ولواء علي الأكبر.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=1305