موسوعة شعراء العربية ــ المجلد العاشر ــ شعراء المعاصرة ( 2 )
موسوعة شعراء العربية ــ المجلد العاشر ــ شعراء المعاصرة ( 2 )
تمهيــــــــد (2)
.
والقصيدة الاخرى قصيدة التفعيلة او ما نسميه بالشعر الحر سمي بالشعر الحر لان اوزان قصيدته تفعيلاتها حرة غير مخلوطة باخرى أي من جنس واحد ووزن واحد وقد بنيت هذه القصيدة على احدى التفعيلات الحرة او اخذت تفعيلاتها من احد البحورالشعرية الصافية النقية التالية :
1- بحر الوافر واصل تفعيلته :
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن .
2- الكامل : وأصل تفاعيله:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
3- الهزج وأصل تفاعيله:
مفاعيلن مفاعلين مفاعلين .
4- الرجز وأصل تفاعيله:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن .
5- الرمل وأصل تفاعيله:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن .
6 – المتقارب وأصل تفاعيله:
فعولن فعولن فعولن فعولن .
7- المتدارك ( ويسمى الخبب أو المحدث )
وأصل تفاعيله:
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن .
وتعتمد قصيدة الشعر الحر على السطر الشعري بدلا من الصدر والعجر اللذان تعتمد عليهما قصيدة العمود الشعري . فقصيدة الشعرالحر متكونة من العديد من السطور . كل سطر مكون من تفعلية واحدة تتكرر فيه عدة مرات لا تقل عن واحدة ولا تزيد عن التسع تفعيلات لنفس التفعيلة مثلا :
القصيدة التي التزمت تفعيلة الوافر( مفاعلتن ) فيكون الوزن الشعري ( البحرالوافر) للقصيدة وتكون اسطر القصيدة مكونة من نفس التفعيلة مذكورة في السطر الشعري مرة واحدة او اثنتان او ثلاث مرات الى تسع مرات ولا تزيد . فتكون موسيقى الشعر الحر ذات نسق موسيقي واحد لكل قصيدة الا ان هذه القصيدة – والحق يقال – اخذت تتضاءل في ظل القصيدة النثرية واغلب كتابها تحولوا الى شعراء يكتبون قصيدة النثر لانهم يرونها الاسهل , ومنها هذه السطور :
صيحاتك صوت نبيٍّ يبكي تحت الأسوار
المهدومة شعبًا مستلبًا مهزومًا كانت برقًا
أحمر في مدن العشق أضاء تماثيل الربات
وقاع الآبار المهجورة كانت صيحاتك
صيحاتي وأنا أتسلق أسوار المدن الأرضية
أرحل تحت الثلج أواصل موتي (…)
حيث الموسيقى والثورة والحب وحيث الله
اما قصيدة النثر فهي القصيدة الجديدة اوالطارئة على العربية والتي يأمل شعراؤها بانها ستكون القصيدة العالمية .
فقصيدة النثر تعريفها : (هي قطعة نثرية موجزة بما فيه الكفاية موحدة ومضغوطة اشبه بقطعة بلور ناصع فهي خلق حر ليس له ضرورة الا رغبة الشاعر في بنائها , خارجا عن كل تحديد وربما تكون شيئا مضطربا الا ان ايحائياتها لا نهائية اي انها مفتوحة ) .
ولقصيدة النثر موسيقاها الخاصة وايقاعاتها الداخلية التي قد تعتمد على الالفاظ الشعرية وتتابعها وصورها الشعرية تكاد تكون متكاملة وقد قال فيها الشاعر انسي الحاج الشاعراللبناني واحد شعراء قصيدة النثر:
(لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية) .
فقصيدة النثر شكل أدبي جديد معاصر اوجد ت مجالها الواسع في مجال الشعر ويتسع هذا المجال كلما تقدمت وتطورت الحياة فهي قد تحقق الدهشة أو قل الصدمة في التعبير المستجد المستحدث وهذا متوقف على امكانية الشاعر في التقاط رؤيته المثالية وصياغتها في بنية جديدة ، قوامها الصور والرموز الشعرية غير الموغلة في الابهام والتوهج المنبعث من التركيب اللفظي وكيفية استخدامه في التعبير وجماليته من حيث الانتقاء والبيان اللغوي .
وإشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من مصطلحها حيث إنَّ كثيرا من النقاد والباحثين كانوا لا يميزون بينها وبين الشعر الحر- اول الامر – حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريادة الشاعرة العراقية نازك الملائكة لها في حين أنَّ الشاعرة والناقدة المذكورة كانت من أشد خصوم هذه القصيدة وكانت تعتبرها نثرا .
أما علاقة قصيدة النثر بأنموذج الشعر المنثور الذي ظهر في النصف الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى حيث يذهب قسم من النقاد والذين يميلون الى تفضيل القصيدة العمودية إلى أنَّ الاثنين – شعرالتفعيلة وقصيدة النثر -لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد بينما يرى آخرون أنهما جنسان مختلفان كل الاختلاف، لأنَّ لكل منهما خصائصه واميل لهذا الراي واعتبره الرأي الصحيح .
وربما يعد الايقاع اشكالية أخرى من إشكاليات قصيدة النثر ، إذ يرى كتّابها أنَّ لها إيقاعا خاصا ويفضلونه على إيقاع القصيدة العمودية القائم على الوزن والقافية ، فهؤلاء وهؤلاء في خصومة تامة .
ويعتبر الشعراء جبرا إبراهيم جبرا، و توفيق الصايغ، وأدونيس، و محمد الماغوط، و أنسي الحاج، و سركون بولص، وعزالدين المناصرة و سليم بركات، وعبد القادر الجنابي، رواد قصيدة النثر عند نشوئها وسلمى الخضراء الجيوسي في القرن العشرين.
ومنها هذه السطور الشعرية :
ايقظت مارد شعري
في حدائق بابل السندسية
بين رياض غرناطة
ترانيم اندلسية
للعشق حكايات هناك
ترم عظاما بالية
في قصورالحمراء
وبغداد العربية
اندلسية ام غجرية
بلكنة قرمزية
ومواويل عربية
ومن المهم أن نعرف ان مصطلح ( قصيدة النثر ) قد اكتسب شكلا ادبيا و رسوخا ثابتا ، وتنظيرا واضحا، استقرت معه الكثير من الأطر الجمالية وهي الأساس لقصيدة النثر المعاصرة والتي تظهر ابرز ملامحها في التخلي عن الوزن والقافية ، والإبقاء على روح الشعر المتمثلة في الإحساس المتقد ، والصورة الخلابة ، واللفظ المنغّم لتستقي جماليتها منها . والتي كانت كمحاولات تعود إلى أشكالية مصاحبة للمدرسة الرومانسية للشعر في مطلع القرن العشرين وقد امتازت باعتماد ها على وحدة السطر الشعري بدل البيت العمودي القديم ( التقييدي) وكذلك على نغم الألفاظ ، وجمال الصورة ، وتألق العاطفة فنجد في قصيدة النثر نفس مفاهيم الشعر الرومانسي وآلياته وقد نعتبره في الاغلب الأب الشرعي لقصيدة النثر في الأدب العربي المعاصر ، ومن المهم كيفية قراءة قصيدة النثر في ضوء تجربة هذا النوع من الشعر .
يتبــــــــــــــــــــــــــــع
امير الببيـــــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق – ديالى – بلــــــد روز
Source : https://iraqaloroba.com/?p=7881
رهامشهرين ago
السلام عليكم كيف يمكن ان احصل نسخة منها