لقاء الحلبوسي والعامري ــ وقع المأزوم على المهزوم!
لقاء الحلبوسي والعامري ــ وقع المأزوم على المهزوم!
ظهر محمد الحلبوسي، مأزوماً في لقائه مع هادي العامري، بمكتب الأخير، السبت الماضي، كما توضح الصورة التي التقطت لهما، وهما يتباحثان في قضايا سياسية، راهنة ومستقبلية، وفقاً لبيان المكتب الاعلامي لرئيس البرلمان المنحل، من دون أن يتضمن، الاسباب التي دعت الى هذا اللقاء، خصوصاً وان زعيم مليشيا (بدر) هُزم في الانتخابات الاخيرة، ولم يعد رقماً فاعلاً في العملية السياسية، بعد خسارة تحالفه (الفتح)، في انتخابات العاشر من الشهر الحالي، وتدحرجه الى أسفل السلم، الا اذا كان الحلبوسي، يريد تحميله رسالة اطمئتان الى ايران، ورغبته في استمرار تعاونه معها، في الدورة البرلمانية المقبلة، فهذه مسألة أخرى، كان من الممكن ترتيبها، عبر اجتماع خاص، أو لقاء سري، بعيداً عن الأضواء والصور، وبلا بيانات باهتة، وتصريحات متهافتة.
وصحيح ان الحلبوسي، لم يعد رئيساً للبرلمان، وانما نائب لحد الآن، ورئيس كتلة، حصدت مقاعد نيابية جيدة (37 مقعداً) وهو عدد يؤهله، أن يجلس في بيته أو احدى مقرات حزبه، وما أكثرها في بغداد، وجميعها مدفوعة الايجار مقدماً، ومؤثثة من ضلع (الكرابلة) سابقاً، ويأتي الآخرون اليه، سواء كان العامري أو غيره، للسلام عليه أو تهنئته بالفوز، أو استعراض التطورات السياسية والتداعيات الانتخابية، وغيرها من الموضوعات، أما أن يأخذ حاله، ويمشي على رجليه ويطرق أبواب غيره، فهذه خفة، سبق ونصحناه بتركها، ولا نقول (لواكة) وهي أقرب اليه.
مصيبة الحلبوسي التي ستجر عليه، مشكلات وأزمات لا حد لها في المرحلة المقبلة، سواء عاد الى رئاسة مجلس النواب، أو استبعد منها، أنه لا يتصرف كسياسي رصين، ولا يتحسب لخطواته، ولا يتمعن في قراراته، ولا يغادر الحالة المأزومة التي تصاحبه، حتى في مناسبات الأفراح والمسّرات، ولاحظوا تعبيرات وجهه، وحركات يديه، وابتسامته الغائرة، ونظرات عينيه الشاردة، في مقطع فيديوي نشره مؤخراً، وهو يجلس على كرسي مطلي بالذهب، ويستقبل أطفالاً يلبسون أزهى الألوان، يسلمون عليه ويقبلون وجنتيه، في تقليد مُشوه وهزيل، لمشهد الرئيس الراحل صدام حسين، في احتفالات أعياد ميلاده، مما جلب له وعليه، طناً من الانتقادات، وفيضاناً من حدةّ الهجمات، وهذا ليس فألاً حسناً، ولا بداية مُبشرة، الأمر الذي سينعكس عليه سلباً، ويقوده الى مزيد من السقطات، خصوصاً وانه هذه المرة، ليس كما في الدورة السابقة، كان الوجه البارز في المشهد السياسي السني، مستغلاً منصبه، لاغراض الدعاية الشخصية، وانما بات هناك تحالف آخر (عزم) يطارده، ويتسقط عثراته، ويضم أكثر من عشرين نائباً، بعد التحاق نواب مستقلين به، كما أعلن، يضاف اليهم، نواب مستقلون أخرون، وكتل صغيرة، لو جُمع نوابها، فانهم يشكلون رقماً، أعلى من عدد نواب ائتلافه (تقدم)، وتالياً فان ذلك يحظر عليه الحديث مستقبلاً، باسم السنة العرب، ويمنعه من الادعاء بانه ممثلهم.
ولو كان الحلبوسي يفهم في العمل السياسي، ولا نقول في التاكتيك والاستراتيجيات، فهذه قضايا يحتاج الى قرن حتى يستوعبها، وقد أبلغت ذلك، لأحد أقاربه، وهو زميل اداري لنا في الاعلام سابقاً، وصديق من أربعين سنة، اتصل بي أمس الأول، ورجاني طي صفحة الخلاف السياسي معه، ووقف توجيه الانتقادات اليه، أقول لو كان يفهم، لسارع الى اللقاء مع مقتدى الصدر، عقب انتهاء اجتماعه مع العامري مباشرة، ليس اعجاباً بزعيم التيار الصدري، أو تقرباً منه، وانما لاضفاء ما يسمى بـ(التوازن السياسي) على مواقفه وتوجهاته، واعطاء انطباعات واضحة، واشارات مفهومة، بانه على مسافة واحدة، من المعسكرين المتنافسين، في المرحلة الراهنة، على أقل تقدير، انتظاراً لتطورات الآتي من الايام أو الاسابيع وربما الشهور، وبعدها يقرر ما يراه مناسباً له.
قبل ثلاث سنوات تقريباً، زعل الحلبوسي علينا، لاننا كتبنا نلومه وننتقده، بعد أن زار نوري المالكي في بيته، وبحث معه في شؤون سياسية، والاخير كان عضواً في مجلس النواب، والوضع الطبيعي، والمسار الاعتباري، في مثل هذه الحالة، يفرضان، أن يأتي النائب المالكي الى البرلمان، ويحضر جلساته، ويقابل رئيسه، ويتدارس معه ما عنده، من طلبات أو موضوعات، وفي حينه قلنا في مقالة رداً على زعله، ليست لدينا ملاحظات أو اعتراضات على زيارته للمالكي، اذا كانت شخصية أو اجتماعية، أو تلبية لدعوة غداء أو عشاء على أكلة (الفسنجون) مثلاً، التي يُحبها (الحجي) أبو اسراء، أما أن يذهب رئيس البرلمان الى بيت أو مكتب عضو فيه، ويبحث معه أموراً سياسية ونيابية، فهذا لا يقلل من قيمته فحسب، وانما يعكس ضعف شخصيته، وتدني منزلته.
ماذا ينتفع، وماذا يستفيد الحلبوسي من زيارته الى العامري، واللقاء به، في هذه الاجواء المحمومة، والاخير في طريقه الى الانقراض السياسي، بعد هزيمته الانتخابية المدوية، التي لم توقفها أسلحته المنفلته، ولا جاسوسيته الايرانية المبتذلة، ولا حتى تظاهرات رعاعه، المدفوعة الثمن سلفاً (الخرجية ولفات الشاورما) وقناني الماء والشاي والمرطبات؟.
ثم الا يستحي الحلبوسي، من زيارة قاتل طائفي، ذبح أهلنا وناسنا وشبابنا، ويتّم عشرات الالاف من الاطفال والفتيان، وثكلَ ورملَ، الالاف من الامهات والزوجات، في الصقلاوية والكرمة والفلوجة وذراع دجلة وابو غريب، وهو يمر بها مرة أو مرتين في الاسبوع، متشحة بالسواد، وتخيم على بيوتها الأحزان، كلما طلع موكبه الرئاسي، من قصره الأسطوري، أو عاد اليه!، والكارثة أنه، بعد كل هذا وذاك، يريدنا أن نسكت، ونعقد معه هدنة، وهو ما زال يُخربّط، ومستمر في الخفة، ولا ينضبط!.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=11258