نصيحة للحلبوسي..(إثكل) قليلا!
نصيحة للحلبوسي..(إثكل) قليلا!
في آخر فعالية دعائية انتخابية له، أحاط به اثنان من محاسيبه، احدهما قرد على رأسه عقال، والثاني برميل منفوخ بالسحت الحرام، تقصّد محمد الحلبوسي أن يسبّ النبي ابراهيم، عليه السلام، متجنباً انتقاد (الابراهيمية) كمفهوم سياسي ومنهج عدواني، يدعوان الى التطبيع مع اسرائيل، ويقابلان بالنفور من عرب العراق، بسنتهم وشيعتهم، خصوصاً وهو قادم مؤخراً من الامارات التي لا تُنكر دورها، في الترويج لهما، ظناً منه، أن هذه (الفذلكة) في الكلام، تعفيه من المساءلة الشرعية والقانونية، التي تُحرّم الانتقاص من الأنبياء والمرسلين، ويعتقد أيضاً، انها تحميه، من لوم أصدقائه المطبعين مع الكيان الصهيوني.
ويُخطيء من يتوهم، أن الحلبوسي قد خانته العبارات، وبالغ في فورة غضب حماسية مفتعلة، في شتم المطبعين، وألحق بهم ابراهيم، مجرداً من نبوته وحصانته الدينية، وكأنه يريد ابعاد نفسه، عن لغط يتردد، بانه يميل الى التطبيع مع اسرائيل، بسبب علاقات تربطه مع حكومات ودول مُطبعّة، يستمد منها الدعم السياسي، والعون المالي، خصوصاً وهو نازل في الانتخابات بالفلوجة، مدينة العز والمقاومة والشهداء، وهي لا تُعارض التطبيع مع العدو الصهيوني فحسب، وانما تشجب (الابراهيمية) وتلعن أولاد عمومتها، وبنات خالاتها، كما أن من الصعب هضم، لجوء الحلبوسي، الى شتم النبي ابراهيم، بانها زلة لسان، كما فسرته الاوساط المقربة منه، وكأنه كان يعني، ابراهيم (الكهوجي) في مضيفه الفلوجي.
أذكر ذات مرة، أن قائداً عسكرياً بعثياً، وصف البعثيين في كلمة له في مناسبة عسكرية، بالانبياء والقديسين، وكان النائب صدام حسين حاضراً، فنهض من فوره وصحح للقائد العسكري وللحضور ومشاهدي التلفزيون، الذي كان ينقل المناسبة، قائلاً: أن رفيقنا قصد ان البعثيين يتحلون بأخلاق الانبياء والقديسين، وهم سادتنا ومراجعنا وقدوتنا، وكان واضحاً، أن صدام أدرك بحاسته السياسية، ان العبارة التي وردت على لسان القائد العسكري، ثقيلة على الأسماع، وتستفز كثيراً من الناس، فشطب عليها بالمباشر.
طبعاً لا وجه للمقارنة أو المقاربة، بين صدام حسين ومحمد الحلبوسي، والامثال تضرب ولا تقاس، وفي كثير من الأحيان، يتم تداولها، اذا كانت تدعو الى الخير والفلاح، وتُمثل موعظةً ودرساً وعبرة.
ان استخدام (محمدنا) كما يسميه، شريكه التجاري، ومساعده المقاولاتي، عبدالله الخربيط، لكلمات وتعابير، غير واعية تفتقر الى اللياقة والكياسة، جاءت نتيجة كسله الفكري وفقره السياسي، وهو لم يبذل جهداً في تطوير ثقافته وتوسيع معارفه، لانه وجد نفسه يحرق المراحل ويقفز الى أعلى السلم، بعجالة وتسرع، وبلا تدرج، والنتيجة أنه وقع في سلسلة أخطاء سياسية متلاحقة، وركض لاهثاً، وراء سراب الزعامة السنية، التي يتصورها، وظيفة حكومية أو مرتبة نيابية، من دون أن يُدرك، ان لها مقومات ومواصفات لا تنطبق عليه، لحد الآن في الأقل، وكان عليه وهو نائب ومحافظ ورئيس برلمان، منذ أكثر من عشر سنوات، أن يتعلم ويتثقف ويتواضع.
واضح أن الحلبوسي يخشى اعلان رأيه الحقيقي في التطبيع مع اسرائيل، باعتباره رئيس حزب سياسي يخوض الانتخابات الحالية، برغم أن حزبه (تقدم) ترهل سريعاً من الفساد، وشاخ كثيراً من الفسق، والخشية نابعة من احجام الفلوجيين، وهم عروبيون بالفطرة والنزعة والتوجهات، عن التصويت له، لذلك لجأ في خطابه الاخير الذي اتسم بالعصبية اللافتة، والانفعال المسرحي، الى التهريج والصخب، وانحدر أيضاً، الى ألفاظ شوارعية كـ(حرق الشوارب) وكأنه حلاق في علاوي الحلة، أو قاعد في ديوان الحلابسة، يمازح هيبة الحلبوسي أو ذاك العيثاوي، الذي لا أتذكر اسمه الأول، وشخصياً لا أصدق ما قاله لي أحد أقاربه، الذي أعرفه منذ أربعين سنة، بان مشكلة الحلبوسي، تتمثل في أن السياسيين والنواب، الشيعة، أتعبوه وأرهقوه، وشلوا تفكيره، وأخرجوه من طوره، يضاف الى ذلك أنه يتأثر بمن حوله، ويستجيب لما يُطلب منه، بحكم الصداقة والصُحبة، والعلاقة والرفقة، وهنا قاطعته وقلت: اذن أين محمد الحلبوسي، الشاب والانسان والسياسي؟، وسكت قريبه الذي حاول تبرير أخطائه وخطاياه.
لا خصومة شخصية بيننا وبينه، ولا عداوة سياسية معه، ولكن ما يُغيظ، أنه ما زال يتحدث باسم السنة العرب، الذين لم يقدم لهم خدمة أو عملاً نافعاً، وهم يواجهون التهميش والاضطهاد والقهر، ولم يوظف موقعه الرئاسي لدرء الأذى والأخطار عنهم، في ظل نظام محاصصاتي حاكم، فُرض على العراقيين قسراً، بينما نلاحظ زميليه في قمة السلطة، الكردي والشيعي، تغلب عليهما العنصرية والطائفية، في معظم تصرفاتهما وسلوكهما، من دون أن يشعرا بالحرج، لانهما يعرفان مُسبقاً، أن المحاصصة جاءت بهما، وهي ذاتها التي خصصت رئاسة مجلس النواب لرفيقهما.
تقول العرب لمن تلازمه الخفة في مواقفه، والاضطراب في مسلكه (اثكل)، بمعنى إهدأ واستقر، وها نحن نقدمها الى الحلبوسي، نصيحة مجانية، وهو يخوض انتخابات جديدة، ليس مهماً أن يفوز فيها، ولكن من الضرورة لمصلحته ومستقبله، أن يعقل بعدها.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=11059