لقاء مع الشاعر و الأديب اللبناني مطانيوس ناعسي ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

عراق العروبة
ثقافة وأدب
10 أغسطس 2021
لقاء مع الشاعر و الأديب اللبناني مطانيوس ناعسي ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

لقاء مع الشاعر و الأديب اللبناني مطانيوس ناعسي ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

عراق العروبة

آمنة وناس

لقاء مع الشاعر و الأديب اللبناني مطانيوس ناعسي ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

السلام عليكم

و عليكم السلام

كل القصائد تراسله، فالحرف لجنانه مطيع، القلم يسائله، عن حلم أضناه واقع فضيع، الورق يجالسه، لم لكلماته من معنى ضليع، الكتابة تآنسه، و بها إحساسه رفيع، الغياب ينازله، بين خريف و ربيع، الأمس يغازله، بين دفء و صقيع، يحمل الوطن في دواخله، صارخا لن يهزم و لن يضيع، المحبّة ترافقه، فهو صاحب الجميع، الأمل يسانده، فغده ثمره ينيع، هو الشاعر و الأديب اللبناني “مطانيوس ناعسي”

مرحبا بك سيدي

وبكِ سيّدتي

س ” الشعر كالأثير حر”، فكيف تهبّ القصيدة و لدواخلنا تعبر؟

ج بهبوب أرواحنا قبلها، فالشّاعر يحتاج إلى روحٍ هبوبٍ أبَدًا قبل القصيدة. لأنَ هذه الأخيرة لغة تلك.

س وضعت ملامحي في جيبك، أيها الحرف، لأختلس من نبضك، كلما اختنقت شراييني، كيف تحلّق مع هذه الريح؟

ج ليست هي الّتي تحلّق؛ الرّيح لا تحلّق؛ هي جاهلة، عمياء، غاشمة؛ أنا من يفعل، على متن الحروف النّابضة باللامحدود.

س تمزّق حرفك، أيتها الكلمة، فما الذي سيكسو المفهوم نبضا كي لا تسقط السطور؟

ج الإنسان هو الّذي يتمزّق بمِشرط المادّة، والكلمة تبدو ممزّقة لأنّه أمام المرآة، وهي خلفها، لذا يجب أن يتجاوز كي ينجلي المفهوم ويتألّق.

س عندما يصافح الصمت حرف الشاعر “مطانيوس ناسي”، بماذا تُسرّ له؟

ج اُسِرُّ له بالقول: تكلّم

س نسي الحرف التقاط الصمت المهراق، فانكسر القلم على شفاه البوح، ما مدى انسجامك مع هذه الأنفاس؟

ج ألتقط ذلك الصّمت وأجري خلف الشّفاه، لعلّ الشّفاه تبتاعه بقلم.

س “نستطيع أن نبني الروح بالكتابة”، أي ظلال ترتقها الكتابة، لترتاح تحتها الروح؟

ج الكتابة شجرة وارفة الظّلال، ترتاح في فيئها أرواح الهاربين من شمس الحياة الحارقة.

س “في الأدب خلاص البشر”، أي نغم يدندنه هذا الوتر؟

ج نغم الإنسان الجميل، الإنسان الخيّر، نصير الحقّ والحقيقة. الإنسان الّذي يشبه الله بالفعل.

س “كل إنسان يصبح شاعرا إذا لامس قلبه الحب”، هي تلك قناعة الفيلسوف اليوناني “أفلاطون”، كيف أنت مع هذا المدى؟

ج صحيح، الحبّ يصنع الشّعراء. والصّحيح أيضًا أنَّ الشّعراء يصنعون الحبّ، كما يصنع النّحل العسل.

س “فارس هو، ولكنه لا يجيد محاربة طواحين الهواء، فارس هو، في الحب، و الشعر، و الفداء”، بهذا ترنّم الشاعر اللبناني “جوزيف جميّل”، فبأي نشيد يجيبه الشاعر “مطانيوس ناعسي”؟

ج جميل أنت كالحقيقة، ساطع كالحقّ، وهّاب كالسّلام.

س كيف هو “حب الشاطئ للبحر”؟

ج حبّ يخضع للمدّ والجزر أبدًا.

س “لا تجرع الحبّ كالعصير، بل ارتشفه كالقهوة”، إلى متى، بين المحبة و المحب “مطانيوس ناعسي ؟

ج إلى ما لا نهاية، طالما في قلبي نبض، وفي عيني حياة.

س “أمي إلى ابتسامتك المسافرة أقدم جواز المرور”، فإلى أين الوصول؟

ج إلى حيث لا تعب ولا جوع، لا بؤس ولا أنين، لا بغض ولا مرض. إلى حيث لا أيّام، لا شهور، لا سنوات، لا شباب، لا كهولة، لا شيخوخة… إلى هناك.

س أي صورة تركت ملامحها في قبضتك لتمتلئ راحتك بعطر من هناك؟

ج صورة الحبيب.

س “مات أبي مرتين”، كيف شيّعت فراقه؟

ج الحزن فرح بعباءة سوداء، والفرح حزن بعباءة بيضاء.

س متى يقول الابن “مطانيوس ناعسي”دائما يتنفس الماضي إحساسنا فيحزننا لأنه يستنشقنا و لا يحتوينا، يسعده أن يقتاتنا و لا يحيينا، شعاره أن يخلد الذكرى فينا، و يتركها بابا موصدا كتب عليه من يلمسه يغلق بأيادينا، و لن نبصره إلى يوم تلاقينا؟

ج الماضي قوّتنا الدّافعة، من دونه لا ننطلق. هو قوسنا، وبقدر ما تكون تلك القوس قويّة، نذهب أبعد، ونخترق الأهداف أفضل.

س كيف يغرّد “طوجو” سيمفونية الإنسان، بين الذاكرة و النسيان؟

ج الذّاكرة أمّ، والنّسيان أب، وفي الاثنين نحيا ونحيا.

س عندما يتكسّر صهيل الذاكرة، هل يختنق الاشتياق في حناجر الغياب؟

ج نعم، فالذّاكرة تؤدّي دور الصّفعة عند ذلك.

س فكيف السبيل للتداوي؟

ج بمزيد من الصفعات.

س “يا دمعة العَلْخَدّ متل النَّارْ، عَ قْمار صارت للحَلَا قوني، بيروت يا مرفأْ حلم ما انهارْ، جايي العدل تا يْكحّل عيوني”، عندما تبكي بيروت، بماذا تكفكف لها الدمع؟

ج الشِّعر. فالشِّعر دواء لكلّ أنواع البكاء.

س “رح بتدقّلّك عالرقّ،والطبلة ما بتنسبها، الله يقطع عمر النقّ، والدنيي واللي فيها”، “إي والله في عندك حق، تنسى الدنيي وما فيها، الله يقطع عمر النّق، جْرارك بسمي عبّيها”،  و الله للحن “روبير البيطار” و لعزف ” مطانيوس ناعسي” لا أحد سبق، فالروح بصداقتهما ملأت خوابيها، استفهام في الذهن عزق، ما طعمك يا حياة إن لم تكوني فيها؟

ج بيننا من الصّداقة الحقّة ما يُمكن أن يقوّم اعوجاج هذا الزّمن الرّديء في هذا المضمار.

شكرا لك الشاعر و الأديب “مطانيوس ناعسي” على حسن تواصلك و إلى لقاء آخر إن شاء الله.

الشّكر لك سيّدتي، كلّ الشّكر.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.