المَلوِيَّة!!
المَلوِيَّة!!
رَمْزُ رُوحٍ تَتَسامى للسَماءِ
تَتَلوى في مَداراتِ الفَضاءِ
مِثلُ إعْصارٍ تَنامى بكيانٍ
فتَناهى فَوْقَ آيات الرُّواءِ
كمْ صَعِدْناها بشوْقٍ واسْتباقٍ
وتَخَيَّلنا وُجـــــــــودا بالعَلاءِ
قدُّهــا الصَدّاحُ فتّانا تباهى
بزمانٍ وعُصُورٍ مِنْ سَناءِ
قاومَتْ صَوْلَ شديْدٍ ووَعيْدِ
إنّها فَيْضُ افْتِكارٍ واجْتلاءِ
حوْلها الأجْيالُ طافَتْ واسْتدارتْ
ثــــــــمَّ دارتْ وتَداعَتْ لانْطِواءِ
فلَكُ الإصْرار يَسْعى عَكْسَ مَنْحى
فتَأهَّبْ حيْنَ ترْقى للصَفـــــــــــاءِ
أيّها التأريخُ حدّثْ عَنْ مُناها
صَنَعَتْ كوْنا بكوْنٍ مِنْ بَهاءِ
مَثّلتْ وعْياً وفِكْرا وشُموخــــــــا
باحْتِضانِ الروحُ هاماتَ الضّياءِ
بُجْدَةُ الأسْفار عُنْوانُ التزاهي
مَبْعثُ الإتْقانِ في قَلبِ الرّجاءِ
إنّهــا قالتْ بخَطْوٍ وجِهادٍ
تَنْسِجُ الآمالَ أنْوالُ العَناءِ
عَكْسُ تيّــارٍ بفتلٍ واجْتذابٍ
دامَتِ الأقدارُ تحْدوها كَراءِ
فَتَحدَّى إنْ أرِدْتَ العيْشَ حُرّا
وتَعلّمْ كيفَ تَسْقيْها بمــــــــاءِ
كمْ رسالٍ أوْدَعوها واسْتطاعَتْ
صَوْنَ عَهدٍ وتمادَتْ بالوَفـــــاءِ
لُغَةُ العُمْرانِ أبْدَتْ مُحْتواها
وبهـــا الأجْيالُ حَفّتْ بالبِناءِ
مِنْ ديارٍ وسِماها نجْدُ واوٍ
يا عَــزوما مُسْتجيْبا للنِداءِ
صَدَقَ السَّيفُ وخابَتْ خَرْبَشاتٌ
وكذا الإقـــــدامُ مِنْ جِنْسِ البَلاءِ
يا نَبيْضَ الروحِ يا صَوتَ البَرايا
مِنْبرُ الأمْجـــــادِ في طوْدِ الْتِواءِ
مَنْ بَناها كانَ يُهْدى بِرســالٍ
جَوْهَرُ الإنْسانِ مِنْ نَبْعِ النّقاءِ
وبها أرْسى شُروعا لانْبثاقٍ
وانْطلاقٍ نَحْوَ راياتِ البَقاءِ
أمّة تاقتْ عُروجاً لعُروشٍ
وكذا شاءَتْ رؤاها باللقاءِ
فاعْتلتْ صّهْو بُراقٍ مِنْ تُرابٍ
وارْتقتْ فوقَ مُروجِ الإبْتداءِ
كــــــلّ أمٍّ إنْ تواصَتْ بمَجيدٍ
شيَّدَتْ صَرْحا رشيدَ الإهْتداءِ
“جاونٌ” أذكى بنفسٍ مُنتهاها
فغَدَتْ جَذْلــــى وشاقَتْ للغِناءِ
“دُنْبُكٌ” أوْفى بإيْقاعٍ طَروبٍ
يَمْنَحُ الأعْماقَ طَعْمَ الإنْتِشاءِ
هكذا الشُبّانُ أفْضَتْ مُعْتراها
وتَناجَتْ وتواصَتْ بالــدّعاءِ
قد تَسلقنا زَمانا وانْتَصَرْنا
وتَعلّمْنـــا مَهاراتَ العَطاءِ
أوْقدَتْ فيْنا طُموحاً مُسْتَقيدا
أطلقتْنا بمَساراتِ النَماءِ
ألهمتْنا روحَ وثْبٍ واعْتزازٍ
أوْلعتْنا بلهيْبِ الإنْتِمــــــاءِ
إنّ نَيْلَ الحَقّ جُهدٌ مُسْتدامٌ
واجْتهادٌ واعْتصامٌ باللواءِ
وأرانا قـــــد وَعيْناها وفُزْنا
بجَميلٍ مِنْ فَضيلاتِ الجَزاءِ
***
د. صادق السامرائي
*****************************
*هذه القصيدة تمثل فلسفة الملوية ورمزيتها ومعانيها بلغتها العمرانية ورسالتها الحضارية، كما وعيتها وأنا أتأملها في طفولتي وصباي.
*الجاون: قمة الملوية كما يُسمى في سامراء
*الدنبك: الطبلة، وهي ظاهرة يصعب تفسيرها، فلا أعرف لماذا يروق للشباب الضرب على الطبلة فوق سطح الجاون، وفي آخر صعود لي وجدتُ شابا يضرب بها فانهالت ذكريات الصبا أيام الأعياد.
البُجدة: حقيقة الأمر وباطنه
الرّواء: حسن المنظر في البهاء والجمال.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=3778