كيف تستقبل الهند ضيفها المبارك

عراق العروبة
2021-04-12T04:30:41+02:00
ثقافة وأدب
12 أبريل 2021
كيف تستقبل الهند ضيفها المبارك

كيف تستقبل الهند ضيفها المبارك

عراق العروبة

د . معراج أحمد معراج الندوي

كيف تستقبل الهند ضيفها المبارك

في المساء التاسع والعشرين من شعبان، كانت أعين مسلمي الهند ترمق نحو السماء، يبرز في وجوههم مدى الشوق الذي يخامر روحهم ويمتزج في قلبهم، يبحثون عن  طلوع القمر تحييهم بقدوم ضيف شهر رمضان.

قبل قدوم هذا الشهر المبارك، تستعد الأمهات والجدات في تنظيف البيوت وفي تنظيف كل ما تملك الدار من الأدوات المنزلية، ينظفن كلها بدقة وعناية كبيرة، يشترك فيها الأطفال والرجال والنساء، فلكل دلوه ليدلي به في هذه المهمة المباركة.

تقوم الأمهات بتجهيز أدوات الأطعمة ولوازمها من الدقيق والقمح والأرز، يعني الكل يصر على أن تكون في بيته أيام رمضان أشياء جيدة وجديدة وطيبة، احتراما وتوقيرا لهذا الشهر العظيم.

يهتهم الشباب في ترميم المساجد وتنظيفها وتفريشها، وفي تنظيم الدروس الدينية والمحاضرات القرآنية. تضاء المساجد ومآذتها، وتكثر حلقات تلاوة القرآن الكريم، وتمتلئ المساجد بالمصلين.

وبدأ الأطفال بالتجول في الاحياء فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر المبارك، وهم ينشدون الأناشيد الدينية بلغتهم المحلية، ثم يسرع الجميع لأداة صلاة التراويح من أول ليلة من رمضان.

ومن أجمل مظاهر رمضان الهند أطفالها الذين يتقاذفون نحو المساجد مثل الجراد المنتشر، وينجذبون إلى صلواتها الخمس والتراويح جماعة، يقوم بعض الأثرياء بتوزيع الهدايا والجوائز للأطفال الذين واظبوا وتعودوا المساجد تشويقا وتحفيزا على أداء الصلوات والعبادات.

تجري المنافسات بين الأطفال في ممارسة الصوم في سن مبكر ويدور حديثهم عن عدد الصيام،”أنا سأصوم غدا إن شاء الله”. والفضل يرجع إلى الأمهات اللواتي لهن اليد الطولى في تربية الأولاد في شأن الصوم، ولا يقتصرن في أداء هذا الواجب الديني، وتظهر هذه القوة النسوية في تدبير أولادها ومنعها من متابعة المسلسلات والأفلام.

 يتناسى الجميع ويدفن أشواك المشاجرات والخصومات ويسعون في نسج علاقات جديدة تنشأ من الود والوفاء، إذا جاء رمضان تتبسم الوجوه التي كانت ضامرة من العنف والكراهة، وتشرق الشموس التي كانت كاسفة البال، وتنقشع الغمام عن البدر المنير الذي كان تختفي في عمق القلوب.

مع حلول الشهر المبارك تعم الفرحة على وجوه المسلمين، وبدأوا يتبادلون التهاني والتبريكات، يهنئ مسلموا الهند إخوانهم الهندوس برمضان كريم ويهدوا إليهم هدايا قيمة وتحفا أنيقة.

يعيش مسلموا الهند مع العادات الجميلة التي رسمها أجدادهم لتعود إلى بلادهم حمائم المحبة والإخاء، حيث تنزل الراحة والفرحة على كل مسلم وهندوسي وسيخي، لا يمنعهم الحاجب الديني عن الاشتراك في هذا الموسم المريح، يشتركون بما لديهم مع إخوانهم المسلمين مباركين عليهم، فرمضان في الهند هو عبارة عن روعة العادات الغريبة الجميلة.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.