الطائفية النتنة
الطائفية النتنة
لماذا وصفت الطائفية والعشائرية ومايشبه ذلك من اعراف الجاهلية ب(النتنة) وهي اقبح كلمة تطلقها اللغة العربية على الشيء الذي طال عفنه وتخمرت كريه روائحه.
هذا الامر يفرق الامة الواحدة الى اقطار والقطر الواحد الى اقاليم والاقليم الواحد الى مناطق والمنطقة الواحدة الى عشائر قد تقاتل احداها الاخرى بعد وئام ومحبة وتآخي ، والاسلام وحد بين الاوس والخزرج (خصماء الدهر) وجعلهم انصارا لاخوة من بلد اخر مهاجرين. ، فلما اراد احدهم بعد الاسلام ان ينتسب متعاليا عنف ووصف مافعله بال (منتن).
يمكنك ان تدرك بسهولة كم هي منتنة عندما تجد رجلا مثقفا كنت تحسبه على عقل وخير فاذا بك تتفاجأ انه ينشر او يتكلم داعما لجهة على حساب اخرى ومحرضا على تهجير الناس وقتلهم تعصبا لطائفته وهو لايعلم ولم يتحر اين الحق ومع من !
كذلك عندما تقرأ او تسمع من شخص آخر يقابله كنت تظنه راقيا متعلما واذا به يرد على جريمة كلام الاول بكلام اقبح منه ، ظانا ان هذا من حق الرد والدفاع عن النفس تعصبيا ليحث من يناصرهم على قتل الطرف الاخر والتنكيل به. ولكل من الطرفين المهاجمين والضحيتين انصار جهلة طائفيون ينعقون اثر هذين الناعقين دون تبين او تروي ، ويضيع اصل الحق ورد الباطل ويصبح الامر (انت قتلت من طائفتي فانا ساقتل من طائفتك).
وانتن مافي الطائفية النتنة ان في امور خلافات الناس الاخرى يحضر اهل الدين والوجهاء ليوقفوا الامر ويلجموه الا في الاحتراب الطائفي فان هؤلاء يكونون هم اول المتصدرين المستفزين ابناء فرقتهم على الصراع والقتل ،بل ويصدرون فتاوى “شرعية” في ذلك تحت مسميات نبيلة كالجهاد وماشابه يبتغون عرض الحياة الدنيا” ،
بل ان الطائفية النتنة دفعت وتدفع رؤساء الدولة وحكامها والمسؤولين امام الله والاخلاق عن كل ابنائها بالتساوي الى الاصطفاف الى طرف ضد آخر ، بل والتحريض عليه وغض النظر عن قتله وتهجيره لمجرد ارضاء ابناء طائفته ونسي انه إمام للناس وان امرهم جميعا عند الله سواء.
هو لم ينس في الحقيقة بل هو في الاصل غير مؤهل ان يتقلد هذا المنصب ولا يتبوأ هذا المكان ،، ببساطة “لأنه طائفي نتن”
على كل من يتكلم بنفس طائفي من جميع الاطراف ان يفكر ان حديثه نتن مقرف وتفوح من فمه رائحة عفنة ، وهذا ليس مني بل هو حكم الله ورسوله فيه ،وكذلك راي الاخلاق سواء كان كاتبا او شاعرا او فنانا او مثقفا فضلا عن الجهلاء من العوام .
اما الحكام والسياسيون وزعماء الدين فدعك منهم فهؤلاء هذا دورهم المرسوم لهم من قبل القوى الراعية لهم ومن قبل الشيطان.
فلا تكن نتنا ، وكن ارفع من ذلك ، وقدوة لمن يقرا لك ويسمع منك لعل طيبا ينتشر من فمك يخفف من قرف رائحة الطائفيين.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=11430