صولاغي وعبدالمهدي وجهان من طينة واحدة!
ولأن الأحزاب والجماعات الدينية والطائفية، في العراق، وفي مقدمتها المجلس الأعلى، مجرد أكاذيب، لا علاقة لها بالعمل السياسي الحقيقي، وتفتقر إلى مناهج وطنية، واطروحات علمية، وغير مؤهلة للتطور ومواكبة ظروف العصر وتحدياته،
يسخر مخترع (الدريل) في تثقيب رؤوس المعتقلين الأبرياء، أيام كان وزيراً للداخلية، باقر صولاغي، من رفيقه السابق في المجلس الأعلى، الساطي على بنك الزوية، عادل عبدالمهدي، ويصفه بأنه أستاذ في (التنظير ) فقط، وينتقد انحيازه الكامل للاكراد، وهذه هي المرة الأولى، في تاريخ بيان جبر سابقاً، وباقر الزبيدي لاحقاً، نسمع منه تقييماً، فيه بعض الصحة، والتنظير في رأي صولاغي، يعني الثرثرة، أو اللغوة، ومصدرها (لغو).
واضح أن (رفاق الدرب والمسيرة) في المجلس الأعلى، لم يعودوا على وفاق، كما كانوا أيام زمان، فقد اغتنوا، عقب احتلال العراق، إلى حد التخمة، أموالاً وعقارات وشركات ومصارف وأرصدة واستثمارات، وبات كل واحد منهم، امبراطوراً وصاحب مشاريع عابرة القارات، ولم يعد لهم وقت، لحضور اجتماعات حزبية، والانشغال في قضايا سياسية، وغادروا بهدوء، مجلسهم الأعلى، وهو في الأصل، دكان إيراني، أسسه الخميني في طهران، نهاية العام 1983، في ذروة حربه على العراق، ورأسه في البداية، الإيراني محمود بروجردي (الهاشمي)، قبل ان يُصبح قاضي القضاة في بلاده، ويتنحى عن رئاسته إلى (العراقي) محمد باقر الحكيم.
ووفقاُ لأدبيات المجلس ونشراته، لم يكن صولاغي وعبدالمهدي، من مؤسسيه الأوائل، وعديدهم خمسة عشر شخصاً، نشر الكاتب والباحث الشيعي عادل رؤوف، أسماءهم في كتابه (العمل الإسلامي في العراق) صفحة 312، وإنما التحق الاثنان به، بعد سنوات على تشكيله، ولكل واحد منهم قصة، أكثرها غرابة، عندما أصدر رئيس المجلس الحكيم، قراراً بتعيين عادل، المقيم في باريس، عضواً في المكتب السياسي للمجلس، في منتصف العام 1986، واحتج عليه بعض مساعديه، وأغلبهم من الملالي والمعممين، وذهب واحد منهم، إلى باقر الحكيم غاضباً، ومستنكراً التعيين، فرد عليه: المصلحة اقتضت ذلك، لأن ابن مهدي المنتفجي، سيّد، و عُربي وعراقي من آل شبر، و(تعرف احنه شنو ومنو)!، اما بالنسبة لصولاغي، فليست هناك معلومات موثقة، عن كيفية إلحاقه بالمجلس الأعلى، ولكن يُشاع، أنه بدأ تعاونه مع محمد باقر وأخيه عبدالعزيز، عندما بدأ يشتري أملاكاً لهما في حي السيدة زينب بدمشق، ويعمل على توسيع استثماراتهما المالية في لبنان، وقفز من التجارة إلى السياسة، وصار قيادياً في المجلس وممثله في الشام وبيروت.
ولأن الأحزاب والجماعات الدينية والطائفية، في العراق، وفي مقدمتها المجلس الأعلى، مجرد أكاذيب، لا علاقة لها بالعمل السياسي الحقيقي، وتفتقر إلى مناهج وطنية، واطروحات علمية، وغير مؤهلة للتطور ومواكبة ظروف العصر وتحدياته، فقد تحولت إلى واجهات اغتصاب ونهب، وفرق موت وسلب، واتساع اقطاعية الجادرية الحكيمية، وسطوة المليشيات البدرية، خير شاهد ودليل.
وقد شق هادي العامري، عصا الطاعة على عمار، بعد موت والد الأخير عبدالعزيز، في العام 2009، رافضاً زعامته السياسية، وانفراده بالقصور والفلل والأراضي (على الشط)، واستقل عنه، وصارت (بدر) حزباً ووزراء ونواباً وقتلة ولصوصاً، في حين استدار عمار نحو الشباب، وفارق الشيوخ، باستثناء حميد معلة (النجفي)، وله فيه إرادة.
وما حصل للمجلس الأعلى، الذي أصبح عاطلاً ومعطوباً، لا يملك غير أدعية، همام حمودي، على عمار، بـ(كسران) رقبته، وخسران امبراطوريته، حدث ايضاً لنظيره في الخيانة والعمالة، حزب الدعوة، وقد أصبح شلة تتحلق حول نوري المالكي، الذي قذفته أفعاله الدنيئة، وأعماله الرديئة، ليتمسك بـ(قمصلة) هادي العامري تارة، ويتمسح بعمامة قيس الخزعلي تارة أخرى، بعد أن ترنح، أمام معاونه السابق، حيدر العبادي، الذي دحره في حلبة التنافس بينهما، في نهاية العام 2014، وتحول أبو اسراء، من (أبو ما ينطيها.. إلى أبو فالتها)!.
أما الحزب الإسلامي (السني) ظاهرياً، والشيعي فعلياً، فقد عاد إلى قواعده الإيرانية الحقيقية، ولم تنفع مغالطات إياد السامرائي، وادعاءات سليم الجبوري، في ستر عوراته، وإخفاء أجندته، فقد جاء رشيد العزاوي، وأماط اللثام عن وجه هذا الحزب المفتري على السنة، وجعله تابعاً، لموظف من الدرجة الثالثة في السفارة الإيرانية ببغداد، اسمه حسن رستمي، من رآه وشاهد خلقته، خُيل إليه، أنه أمام حمال رث في سوق الشورجة.
بالمناسبة.. لم يردّ عادل عبدالمهدي، لحد اليوم، على باقر صولاغي الذي يقود حالياً، حركة سياسية شبحية، أسماها (انجاز)، ويمكن استبدال حرف الزاء الاخير بالسين، حتى يتطابق الاسم، مع حالة وطبيعة واهتمامات، صاحب الأربع وزارات في عشر سنوات ، (الاعمار والداخلية والمالية والنقل).
لا نظن أن البعثي الاسبق، والشيوعي السابق، والشيعي اللاحق، عادل عبدالمهدي، قادر على الرد، فهو خواّف، لا يقوى على المواجهة، خصوصاً وانه يُقضي معظم أيامه الآن، في مراجعة حسابات وأرباح مصرفه، الذي اشترى أكثر أسهمه، قبل عامين، وليس لديه مزاج للرد على مهاترات (ما بيها شدات ودفاتر، باليورو والدولار).
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=981