هل الولي الفقيه يقيم إعتبارا للمذهب؟
هل الولي الفقيه يقيم إعتبارا للمذهب؟
الشيعة العرب سيما في العراق ولبنان يعتبرون النظام الايراني هو الحامي للشيعة أينما كانوا، وهو نصيرهم ليس أمام حكوماتهم المستبدة والقمعية، بل أمام أهل السنة الذين يعتبرهم الولي الفقيه ومراجع الشيعة أعداءً لأهل البيت، فبيضة الإسلام بيد الولي الفقيه مع أنه سلقها وابتلعها منذ توليه منصبه الديني والدنيوي.
ما لا يفهمه الشيعة العرب أن نظام ولاية الفقيه لا يقيم وزنا للمذهب الشيعي ولا وقيمة، بل هو نظام عنصري شوفيني، يعتبر العنصر الفارسي أسمى من بقية العناصر. لو تبصر الشيعي الى كيفية تعامل النظام الإيراني مع عرب الأحواز، ورجع للماضي قليلا ونظر كيفية تعامل النظام الإيراني مع الأسرى العراقيين من الشيعة، لفهم أن هذا النظام عنصري وليس مذهبي كما يزعم، بل هذه مجرد هراء يضحك به على الشيعة العرب. والشوفيني لا يمكن أن يكون متدينا او مذهبيا، فلا قيمة لهما في عرفه، وهو يلخص الوطنية بعامل واحد وهو العنصرية. في الحرب العراقية الإيرانية تجد حالة نادرة في العالم، فمن المعروف أنه عندما يتعرض الوطن الى عدوان خارجي، تنزع الشعوب جلباب خلافاتها وتتوحد لمواجهة العدوان الخارجي إلا في العراق، فقد توحد الأكراد العراقيين مع الإيرانيين وقاتلوا الجيش العراقي، فقاتل الجيش العراقي على الجبهتين الداخلية والخارجية، بل قامت الأكراد بأسر جنود عراقيين وبيعهم إلى إيران، اقرأ مذكرات الإعلامي الشيعي محمد سيد محسن (مذكراتي في الأسر) لتتعرف على شوفينية الأكراد والفرس معا، وتعرف ان الدين والمذهب لا قيمة لهما في عقيدتهما السياسية.
بل ستجد أن الشعب الإيراني ـ بالطبع ليس كله ـ يكره العرب بشكل فضيع، وهذا حال الأتراك أيضا، فهم شعب عنصري ايضا، والعنصرية لا تتناغم مع الدين الإسلامي، فالتقوى والإيمان هما معيار تقييم الفرد والنظام. الآلاف من الجنود العراقيين قتلوا وأسروا وعوقوا (خصوصا الألغام التي يضعها البيشمركة في الطرق النيسمية للربايا ـ من قبل الأكراد، وقد طالب الأكراد الذين يتبجحون بالأنفال بالتعويضات عن قتلاهم وجرحاهم وحصلوا على تعويضات فاقت مخيلتهم، لكن من عوض الجنود العراقيين من ضحايا البيشمركة؟
الأمر الذي يثير حيرتي في دولة الفقيه، أن معظم الدراسات السياسية التي تناولت موضوع الدولة الدينية والدولة العلمانية، تؤكد جانبا استراتيجيا مهما، وهو أن الدولة العلمانية تربي شعبها على القوانين الوضعية وليس الدينية، وتعلمهم منذ الصغر على احترام القوانين والأنظمة، وأساس الدولة العلمانية هي أن تكون دولة المواطنة، وليس دولة القومية والدين والجنس، فهذه الأمور يجب أن تنأى عنها إدارة الدولة، ولا تؤثر على سياسة الدولة الداخلية والخارجية، في الدويلات التابعة للولي الفقيه تتم إدارتها عبر المؤسسات الدينية الشيعية، وتعمق مسألة الحفاظ على بيضة المذهب، وصار أساس إدارة الدولة هو الحفاظ على الهوية الشيعة، بمعنى أن هذه الدويلات تعتبر العقيدة تتجاوز الحدود، وتعلو على مبدأ المواطنة، وهذا ما يروج له ذيول ايران عبر وسائل الإعلام بكل صراحة ووقاحة. وطالما أنهم يأخذون التوجيهات من الولي الفقيه، وأن المذهب عندهم يسمو على المواطنة، فهل دولة الولي الفقيه في إيران تتبع نفس المنهج؟
الذي يلاحظ في سياسة إيران الداخلية أن القومية هي النهج الذي تسير عليه إدارة الدولة، وهي تسمو على المذهب في داخل إيران على العكس مما توجه بها ذيولها في الدويلات الأربع، فهي تعلم ابنائها على إحترام وحب الوطن، وهو فوق بقية الاعتبارات بما فيه الدين والمذهب.
أما الشيعة العرب فيعلمهم المراجع الفرس أن يحبوا العقيدة الشيعية، ويحبوا ايران ويكرهوا أوطانهم التي يعيشون و يرتزقون من خيراتها. لكنه الجهل وما أدراك ما الجهل، في بلد كالعراق الذي علم الناس القراءة والكتابة قبل آلاف السنين فيه اليوم (7) أمي، وجعل جهل الشعب العراقي جهلا مركبا بمعنى جهل من لا يعرف انه جاهل، وهذا النوع من الجهل عصي على العلاج.
نذكر ذيول ايران من العرب بقول أحمد حامد أفندي ( ما دام كسرى على عادته الأولى فلا تعمر ديار).
العراق المحتل.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=10515